البحث الرقم: 637 التاريخ: 20 ذو الحجّة 1429 هـ المشاهدات: 6672
إنّ الأُمومة من الوظائف الحسّاسة والمهام الثقيلة التي أُلقيت على عاتق الزهراء (عليها السلام)، حيث أنجبت خمسة أطفال هم: الحسن والحسين وزينب وأُمّ كلثوم في حين إسقط جنينها المحسن قبل ولادته. وقد قدّر الله تعالى أن يكون نسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وذرّيته من فاطمة (عليها السلام)، كما أخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقوله: إنّ الله جعل ذرّية كلّ نبيّ في صلبه، وجعل ذرّيتي في صلبعلي بن أبي طالب. إنّ الزهراء (عليها السلام) ـ وهي ربيبة الوحي والنبوّة ـ، تَعرِف جيّداً مناهج التربية الإسلامية، والتي تجلّت في تربيتها لمثل الحسن (عليه السلام) الذي أعدّته ليتحمّل مسؤولية قيادة المسلمين، ويتجرّع الغصص في أحرج اللحظات من تأريخ الرسالة، ويصالح معاوية على مضض حفاظاً على سلامة الدين الإسلامي والفئة المؤمنة، ويعلن للعالم أنّ الإسلام وهو دين السلام لا يسمح لأعدائه باستغلال مشاكله الداخلية لضربه وإضعافه، فيُسقط ما في يد معاوية ويُفشل خططه ومؤامراته لإحياء الجاهلية، ويكشف تضليله لعامّة الناس ولو بعد برهة، ويقضي على اللعبة التي أراد معاوية أن يمرّرها على المسلمين. والزهراء (عليها السلام) قد ربّت مثل الحسين (عليه السلام)، الذي إختار التضحية بنفسه وجميع أهله وأعزّ أصحابه في سبيل الله، ومن أجل مقارعة الظلم والظالمين، ليُروّي بدمه شجرة الإسلام الباسقة. وربَّت الزهراء (عليها السلام) مثل زينب وأُمّ كلثوم، وعلّمتهنّ دروس التضحية والفداء والصمود أمام الظالمين، حتى لا يذعنّ ولا يخضعن للظالم وقوّته، ويقلن الحقّ أمام جبروت بني أُميّة بكلّ جرأة وصراحة، لتتّضح خطورة المؤامرة على الدين وعلى أُمّة سيّد المرسلين.