الحلقة السادسة: الاِمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف في القرآن لا شكّ أنّ القرآن الكريم أولى اهتماماً كبيراً بفكرة الاِمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف كيف لا وهو المحقّق للغرض الاِلهي من خلق البشرية إلاّ وهو: نشر العبادة الكاملة والخالصة لله تعالى في جميع أنحاء الاَرض قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالاِِْنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونَ) وهو الموعود بالنصر الاِلهي والاِستخلاف في الاَرض وإظهار الدين الاِسلامي على الدين كلّه، ونحن هنا ماضون في ذكر بعض البشائر الواردة في القرآنبالاِمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف. الاِمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف في القرآن 1 ـ كتاب الاَربعون (كشف الحق): عن عمّار بن ياسر قال: قال رسول الله {ص}: «فاعلم يا عمّار إنّ الله تبارك وتعالى عهد إليّ أن يعطيني اثنى عشر خليفة منهم علي وهو أوّلهم وسيّدهم فقلت ومن الآخرون منهم يا رسول الله؟ قال الثاني منهم الحسن بن علي بن أبي طالب والثالث منهم الحسين بنعلي بن أبي طالب، والرابع منهم علي بن الحسين زين العابدين والخامسمنهم محمّد بن علي ثمّ ابنه جعفر ثمّ ابنه موسى ثمّ ابنه علي ثم ابنهمحمّد ثمّ ابن علي ثمّ ابنه الحسن ثمّ ابنه الّذي يغيب عن الناس غيبة طويلةوذلك قول الله تبارك وتعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاءٍ مَعِينٍ) ثمّ يخرج ويملاَ الدنيا قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً» إلى آخر الحديث الّذي يخبر فيه رسول الله {ص} عماراً بأنّه تقتله الفئة الباغية ويكون آخر شراب له في الدنيا شربة من لبن... 2 ـ قال الله تعالى: (فَلاَ أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ) عن محمّد بن أبي عمير، عن محمّد بن إسحاق عن أُسيد بن ثعلبة عن أُمّهاني قالت: قلت لاَبي جعفر محمّد بن علي الباقر {ع} ما معنى قول اللهعزّوجلّ (فَلاَ أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ) فقال: «يا أُمّ هاني، إمام يخنس نفسه حتّى ينقطع عن الناس علمه سنة ستين ومئتين، ثمّ يبدو كالشهاب الواقد في الليلةالظلماء فإن أدركت ذلك قرّت عينك». 3 ـ المهدي هو النعمة الباطنة: قال تعالى: (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَا فِي السَّماوَاتِ وَمَا فِي الاََْرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدىً وَلاَ كِتَابٍ مُنِيرٍ) عن محمّد بن زياد الازديقال: سألت سيّدي موسى بن جعفر8 عن قول الله عزّوجلّ (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً) فقال {ع}: «النعمة الظاهرة الاِمام الظاهر والباطنة الاِمام الغائب فقلت له: ويكون فيالاَئمة من يغيب؟ قال {ع}: نعم يغيب عن أبصار الناس شخصه ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره وهو الثاني عشر منّا يسهّل الله له كلّ عسير ويذلّل له كلّ صعب ويظهر له كنوز الاَرض ويقرّب له كلّ بعيد ويُبير به كلّ جبّارعنيد ويهلك على يده كلّ شيطان مريد ذلك ابن سيّدة الاِماء الذي تخفى على الناس ولادته ولا يحلّ لهم تسميته حتّى يظهره الله عزّوجلّ فيملاَ الاَرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً». 4 ـ قال تعالى: (يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ) عن المفضّل بن عمر قال قال أبو عبدالله {ع}: «واعلموا أنّ الاَرض لا تخلو من حجّة لله ولكنّ الله سيعمي خلقه عنها بظلمهم وجورهم وإسرافهم على أنفسهم ولو خلت الاَرض ساعة واحدة من حجّة الله لساخت بأهلها ولكنّ الحجّة يعرف الناس ولا يعرفونه كما كان يوسف يعرف الناس وهم له منكرون» ثمّ تلا (يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ). 5 ـ المهدي عجّل الله فرجه الشريف هو الغيب. كمال الدين: حدّثنا علي بن أحمد بن محمّد الدَّقاق قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبدالله الكوفي قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعي عن عمّه الحسين بن يزيد عن علي بن أبي حمزة عن يحيى بن أبي القاسم قال: سألت الصادق {ع} عن قول الله عزّوجلّ: (الَمَ * ذلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) فقال: «المتقون شيعة علي {ع}، والغيب فهو الحجّة القائم، وشاهد ذلك قول الله عزّوجلّ: (وَيَقُولُونَ لَوْ لاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِن رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ). 6 ـ المهدي عجّل الله فرجه الشريف هو المحقّق الواعد الاَلهي. قال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) مجمع البيان: عن عبابه سمعت أمير المؤمنين {ع} يقول: «(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) أظَهرَ ذلك بعد؟ قالوا: نعم قال {ع}: كلاّ فوالّذي نفسي بيده حتّى لا تبقى قرية إلاّ وينادي فيها بشهادة أن لا إله إلاّ الله بكرة وعشيّا». وفي تفسير البرهان: عن ابن عباس عن علي {ع} في قوله عزّوجلّ: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) قال: «لا يكون ذلك حتّى لا يبقى يهوديّ ولا نصرانيّ ولا صاحب ملّة إلاّ صار الى الاِسلام، حتّى تأمن الشاةوالذئب والبقرة والاَسد والاِنسان والحيّة، حتّى لا تقرض فأرة جراباً وحتّى توضع الجزية ويُكسّر الصليب ويقتل الخنزير وهو قوله تعالى: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) وذلك يكون عند قيام القائم {ع}». تعليق: قد ورد عن الاَئمة ما يعضد هذا المعنى ففي تفسير القمّي: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ) قال {ع}: «بالقائم من آل محمّد: حتّى إذا خرج يظهره الله على الدين كلّه حتّى لا يعبد غير الله وهو قوله {ص} «يملاَ الاَرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً»...». هذا وقد اخترنا غيضاً من فيض من الآيات الواردة في حقّ الاِمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف وكان الغرض منها إثبات وجوده وغيبته وظهوره ونشر العدل في قيامه فمن أحبّ الوقوف عليها فعليه بمراجعة المصادر المختصّة ومنها: بحار الاَنوار وبعض المصادر المعنونة في الغيبة كغيبة الطوسي والنعماني ومنتخب الاَثر في الاِمام الثاني عشر {ع}.