البحث الرقم: 643 التاريخ: 27 ذو الحجّة 1429 هـ المشاهدات: 7341
روي أن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان في الرحبة، فقام إليه رجل فقال: أنا من رعيتك وأهل بلادك؟. قال (عليه السلام): لست من رعيتي ولا من أهل بلادي، وإن ابن الأصفر ـ يريد ملك الروم ـ بعث بمسائل إلى معاوية فأقلقته وأرسلك إليَّ لأحلَّها. قال الرجل: صدقت يا أمير المؤمنين، إن معاوية أرسلني إليك في خفية وأنت قد اطلعت على ذلك، ولا يعلمها غير الله. قال (عليه السلام): سل أحد ابنيَّ هذين. قال الرجل: أسأل ذا الوفرة ـ الوفرة: هي الشعر المتجمع على الرأس ـ يعني الحسن (عليه السلام) فأتاه. فقال له الحسن (عليه السلام): جئت تسأل كم بين الحق والباطل؟ وكم بين السماء والأرض؟ وكم بين المشرق والمغرب؟ وما قوس قُزَح؟ وما المُخَنَّث؟، وما عشر أشياء بعضها أشدّ من بعض؟. قال الرجل: نعم. قال الحسن (عليه السلام): بين الحق والباطل أربع أصابع، ما رأيته بعينك فهو حق وقد تسمع بأذنيك باطلاً. وبين السماء والأرض دعوة المظلوم، ومَدّ البصر، وبين المشرق والمغرب مسيرة يوم للشمس. وَقُزَح اسم الشيطان، وهو قوس الله وعلامة الخصب، وأمان لأهل الأرض من الغرق. وأما المُخَنَّث فهو الذي لا يُدرَى أذكر أم أنثى فإنه يُنتَظَرُ به، فإذا كان ذكراً احتلم، وإن كانت أنثى حاضت وبدا ثدييها، وإلا قيل له: بُلْ! فإن أصاب بوله الحائط فهو ذكر، وإن انتكص بوله على رجليه كما ينتكص بول البعير فهو أنثى. وأما عشرة أشياء بعضا أشدّ من بعض، فأشد شيء خلق الله الحجر، وأشد منه الحديد يقطع به الحجر، وأشد من الحديد النار تذيب الحديد، وأشد من النار الماء، وأشد من الماء السحاب، وأشد من السحاب الريح تحمل السحاب، وأشد من الريح الملك الذي يردها، وأشد من الملك ملك الموت الذي يميت الملك، وأشد من ملك الموتالموت الذي يميت ملك الموت، وأشد من الموت أمر الله الذي يدفع الموت.