من الطبيعي جداً أن يشير النبي {ص} والاَئمة {ع}: إلى الاِمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف لاَنّه المحقّق للغرض الاِلهي من إرسال خاتم الاَنبياء {ص} ألا وهو إظهار دين الاِسلام على جميع الاَديان حتّى لا تبقى قرية إلاّ ونودي فيها بشهادة أن لا إله إلاّ الله وأن محمّد رسول الله {ص} كما عبّر أمير المؤمنين {ع} عن تحقيق هذا الغرض والوعد الاِلهي لذلك نرى أنّ الاَحاديث الواردة فيالاِمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف من النبي الاَكرم {ص} والاَئمة الاَطهار: تفوق بكثير باقي الاَحاديث الواردة في الاَئمة: حتّى أنّ أحد الفضلاء قد جمع ستة آلاف حديث مرويّ عن النبي والاَئمة صلوات الله عليهم في الاِمامالمهدي عجّل الله فرجه الشريف. ولا عجب عن ذلك لاَنّه لم يستطع أحد من الاَئمة: في زمانه أن يحقّق هذا الغرض الاِلهي الكبير أعني (إظهار الدين الاِسلامي على جميع الاَديان) فتحقيق ذلك موكول إلى الاِمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف في اليوم الموعود حيث قال رسول الله {ص} عن ذلك (يملاَ الاَرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً) ونحن هنا ذاكرون بعض البشائر الواردة عن النبي الاَكرم {ص} والاَئمة الاَطهار: في حقّ الاِمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف، وفيما يرتبط بالبشائر الواردة عن النبي {ص} تعمّدت أن أنقلها عن مصادر أهل السنة الموثوقة لديهم، كصحيح أبي داود ومسند أحمد وغيرهما، والغرض من ذلك واضح. الاِمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف في السنة الرسول الاَكرم {ص} يبشّر بالاِمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف. 1 ـ صحيح أبي داود: عن أبي الطفيل عن علي {ع} عن النبي {ص} قال: «لو لم يبق من الدهر إلاّ يوم لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملاَها عدلاً كماملئت جوراً». 2 ـ مسند أحمد: عن أبي سعيد الخدري قال رسول الله {ص}: «أُبشّركم بالمهدي يبعث في أُمّتي على اختلاف من الناس وزلزال فيملاَ الاَرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً يرضى عنه ساكن السماء وساكن الاَرض يقسّم المال صحاحاً، فقال له رجل ما صحاحاً؟ قال: بالسوية بين الناس...» الحديث. 3 ـ ينابيع المودة: عن حذيفة بن اليمان (1) قال: سمعت رسول الله {ص} يقول: «ويح هذه الاَُمة من ملوك جبابرة كيف يقتلون ويطردون المسلمين إلاّ من أظهر طاعتهم فالمؤمن التقي يصانعهم بلسانه ويفرّ منهم بقلبه فإذا أراد الله تبارك وتعالى أن يعبد الاِسلام عزيزاً قصم كلّ جبّار عنيد وهوالقادر على ما يشاء وأصلح الاَُمّة بعد فسادها، يا حذيفة لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يملك رجل من أهل بيتي يظهر الاِسلام ولا يخلف وعده وهو على وعده قدير». 4 ـ الاِرشاد: أبو القاسم جعفر بن محمّد بن محمّد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم بن هشام عن أبيه وعلي بن محمّد القاساني جميعاً عن زكريّا بن يحيى النعمان البصري قال: سمعت علي بن جعفر بن محمّد يحدّث الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين فقال في حديثه: لقد نصر الله أبا الحسن الرضا {ع} لما بغى عليه إخوته وعمومته وذكر حديثاً طويلاً حتّى انتهى إلى قوله فقمت وقبضت على يد أبي جعفر محمّد بن علي الرضا وقلت له أشهد أنّك إمامي عند الله عزّوجلّ فبكى {ع} ثمّ قال يا عم: ألم تسمع أبي وهو يقول: قال رسول الله {ص} بأبي ابن خيرة الاِمام النوبيّة الطيبة (1) يكون من ولده الطريد الشريد الموتور بأبيه وجدّه صاحب الغيبة فيقال: مات أو هلك وبأيّ واد سلك فقلت: صدقت جعلت فداك. أمير المؤمنين {ع} يبشّر بالاِمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف. 1 ـ ينابيع المودة: في قوله تعالى (وجَعَلَها كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (2). عن ثابت الثمالي عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب: قال: «فينا نزلت هذه الآية وجعل الله الاِمامة في عقب الحسين إلى يوم القيامة، وإنّ للقائم منّا غيبتين إحداهما أطول من الاَخرى فلا يثبت على إمامته إلاّ من قوي يقينه وصحّت معرفته».
الهوامش
(1) المراد بها أُم الاِمام محمّد بن علي الرضا 8 كانت نوبيّة يقال لها سبيكة. (2) الزخرف | الآية: 28.