البحث الرقم: 73 التاريخ: 26 شعبان المعظم 1430 هـ المشاهدات: 3973
لا تحتاج المرأة إلى أي شيء من متعلقات الدنيا وحطامها حتى ترتقي إلى الكمال، بل كل ما تحتاج إليه ـ وهي مقبلة على شهر رمضان المبارك ـ إلى برنامج يومي ينظم مسيرة حياتها ويحدد مسارات عملها، وليس التعب والإعداد لمائدة الطعام فقط، وعلى الرغم من أن الطابع العام للمرأة يقتضي العمل في البيت وتربية الأولاد والقيام بشؤون الأسرة وغيرها من الأمور الأخرى، والتي تأخذ مأخذاً كبيراً من وقتها إلى درجة ترى نفسها مرتبطة ارتباطاً كبيراً في تلك المتعلقات، غافلةً إلى حد ما عن الهدف الأسمى الذي يمكن أن تحققه وتجني ثماره، ولعل هذه الجوانب الأسرية والانشغال بها تؤدي في نهاية المطاف إلى تولد فراغ كبير لدى اغلب النساء من عدة جوانب، أهمها الجانب الديني والعقائدي، وكذلك الجانب الفكري والثقافي، لان هذه الجوانب لها الأهمية البالغة على تصرفها وسلوكها، بحيث لا يمكن العيش دونها، فهي الآن بحاجة إلى تنظيم ساعات العمل والانشغال المنزلي، وكذلك تنظيم ساعات النوم والراحة، وأيضاً تنظيم ساعات الخروج من البيت وساعات الحديث وساعات المشاهدة للتلفاز، وغيرها من الساعات التي تقتل الوقت لتنظم من جديد ساعات خاصة للعبادة من صلاة وتسبيح ودعاء وقراءة القرآن، ولا بأس بالقراءة العامة كالمطالعة والتفقه في الدين وزيادة المعرفة، لأنها المربية الأولى للأجيال، وبذلك ستعمل على تأسيس ثقافة إسلامية تنويرية تحصن بها كيان شريحة كبيرة من شرائح المجتمع، وتدافع بها عن حقها وحق هذه الشريحة، وعليها أن تفكر دائماً بأنها بحاجة إلى الإبداع والتغيير وانتهاز الفرص، وبذلك ستحقق نهضة فكرية تضمن لها خلودها في كل ضمير حي، لكي يبقى شاخصاً في الوجدان.