البحث الرقم: 900 التاريخ: 1 صفر المظفّر 1430 هـ المشاهدات: 11869
قال الإمام علي (عليه السلام) في حق الزهراء (عليها السلام): فَوَالله ما أغضبتُهَا ولا أكرهتُهَا على أمر حتى قَبضَهَا اللهُ (عَزَّ وجلّ)، ولا أغضبَتْنِي، ولا عَصَتْ لِي أمراً، وَلقد كنتُ أنظرُ إِليها فتنكشفُ عَنِّي الهُموم والأحزان. وجاء في تفسير العياشي بسنده عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: إن فاطمة (عليها السلام) ضَمِنَتْ لعليٍ (عليه السلام) عمل البيت والعجين والخبز وقَمِّ البيت ـ كَنسِه ـ، وضمن لها عليٌ (عليه السلام) ما كان خلف الباب، أي: نقل الحطب، وأن يجيء بالطعام. وقال (عليه السلام) لها يوماً: يا فاطمة هل عندك شيء؟ . فقالت (عليها السلام): والذي عَظَّم حقك ما كان عندنا منذ ثلاثة أيام شيء نُقرِيكَ به. فقال (عليه السلام): أفلا أخبرتني؟ . فقالت (عليها السلام): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) نهاني أن أسألك شيئاً، فقال (صلى الله عليه وآله): لا تسألينَ ابن عَمِّك شيئاً، إن جاءك بشيء وإلا فلا تسأليه. ففاطمة الزهراء (عليها السلام) كانت هي التي تقوم بأعمال المنزل كله، ودأبت عليه مدة طويلة حتى قالت بعض الروايات أنها: استَقَت بالقِربَة حتى أَثَّر في صدرها، وطَحنَتْ بالرَّحى حتى مجلت يداها، وَقَمَّتِ ـ كنست ـ البيت حتى اغبرَّت ثيابها. ويوم جاءتها فضة خادمة، لم تُلقِ (عليها السلام) إليها كل الأعمال، وتخلد هي إلى الراحة، بل نَاصَفَتْهَا العمل، فيوم على الزهراء (عليها السلام)، ويوم على فضة (رضوان الله عليها). فهذه هي فاطمة الزهراء (عليها السلام) بضعة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وزوجةأمير المؤمنين (عليه السلام)، وأم الحسنين (عليهما السلام)، وهذه هي عظمتها وجلالتها، وهذه هي رحمتها واحترامها (عليها السلام) لإنسانية الإنسان.