دعوة رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى الله تعالى
المسار الصفحة الرئيسة » المقالات » دعوة رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى الله تعالى

 البحث  الرقم: 903  التاريخ: 1 صفر المظفّر 1430 هـ  المشاهدات: 5195
علم الرسول (صلى الله عليه وآله) أنه ليس بوسعه أن يُجاهِر بدعوته في أول الأمر، لأنَّه سيُجابَه من قِبَل المشركين بكل وسائل الرفض والمقاومة.
فلجأ (صلى الله عليه وآله) إلى أسلوب السرِّية والكتمان، وظَلَّ يدعو في مَكَّة سِرّاً كل من يراه مؤهلاً للانضمام إلى الدين الجديد، حتى تكامل عدد أصحابه أربعين شخصاً.
فدامت هذه المرحلة ثلاث سنوات، ثم من بعدها أعلن (صلى الله عليه وآله) دعوته في مكة مدة عشر سنوات، وهكذا بدأت مرحلة الصراع بين النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وأصحابه، وبين قِوى الكفر، والشرك والضلال، فاحتلَّت المواجهة بين الطرفين مساحة واسعة، استخدمت قُرَيش فيها كل وسائل الضغط والقمع والإرهاب.
وكانت البداية في الصراع مع النبي (صلى الله عليه وآله) هي الحرب النفسيَّة، التي تمثَّلت بالسخرية والاستهزاء، لكنه (صلى الله عليه وآله) واصل دعوته مع الثُلَّة الخَيِّرة من أصحابه، ممَّا اضطرَّ الأعداء إلى تغيير أسلوبهم ضد الدعوة الجديدة.
فأخذوا بإيذاء الرسول (صلى الله عليه وآله) وأصحابه، وبشكل مباشر، وبأساليب مُنحطَّة، تتناسب مع مُستَوَاهم الأخلاقي.
أما النبي محمد (صلى الله عليه وآله) فقد اتَّخذ أسلوباً آخر لمواجهتهم، وهو أن يضع عَمَّه أبا طالب في مواجهة الطغاة، لأنه كان من المناصرين له ولدعوته، ولأن قريش كانت تَهابه وتَخافه.
وتصاعدت المِحنة، وأخذَتْ قريش تستخدم كل أنواع الإرهاب والتعذيب، لكن النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وأصحابه كانوا أشِدَّاء، لا تُزعْزِعُهم تلك الوسائل.
وبعد أن فشلت كل وسائل الإرهاب والتعذيب، وكذلك فشلت جميع المحاولات للفصل بين النبي (صلى الله عليه وآله) والمحامي عنه عمُّه أبو طالب، استخدموا أسلوباً جديداً معهم، ألا وهو أسلوب المحاصرة الاقتصادية.
فتمَّت محاصرة الرسول (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته من بني هاشم، وبني عبد المطَّلب في شعب أبي طالب ـ شعب بني هاشم ـ، وكان ذلك في السنة السابعة من البعثة.
ثم انتهت المحاصرة الاقتصادية، وأساليب التجويع والإرهاب، وخرج منها الرسول (صلى الله عليه وآله) ظافراً منتصراً.
وشاء الله بعد ذلك أن يتوفَّى خديجة (رضوان الله عليها) وأبا طالب، في السنة العاشرة للبعثة النبوية، فشعرَ الرسول (صلى الله عليه وآله) بالحزن والألم، حتى سَمَّى ذلك العام بـ عام الحزن، وعلى أثر ذلك اشتدَّ أذى قريش له، وحاولوا مِراراً النيل منه، والتآمر على حياته.

الروابط
مواقع الإنترنيت: مركز آل البيت العالمي للمعلومات
مفاتيح البحث: قريش،
أبو طالب،
شعب أبي طالب،
عام الحزن
المواضيع: السيرة النبوية
أقسام الموقع: التاريخ

الفهرسة