البحث
الرقم: 906
التاريخ: 1 صفر المظفّر 1430 هـ
المشاهدات: 38838
بعد وفاة أبيها (صلى الله عليه وآله) ذهبت (عليها السلام) وأخذت قبضة من تراب قبر أبيها (صلى الله عليه وآله) الشريف وشمَّتْهُ، وقالت (عليها السلام) هذه الأبيات: مَاذَا عَلى مَن شَمَّ تُربَةَ أحمد * أَنْ لا يَشُمَّ مَدَى الزَّمَانِ غَوَالِيا صُبَّتْ عَلَيَّ مَصَائِبٌ لَوأَنَّهَا * صُبَّتْ عَلَى الأَيَّامِ صِرْنَ لَيَالِيَا وقالت (عليها السلام) وقد برح بها الشوق لرؤية أبيها (صلى الله عليه وآله) وهي التي لم تكن تطيق فراقه: قَلَّ صَبرِي وَبَانَ عَنِّي عَزَائي * بَعدَ فَقدِي لِخَاتَمِ الأَنبِيَاءِ عَينُ يَا عَينُ اسكُبِي الدَّمعَ سَمحاً * وَيْكِ لا تَبخَلِي بِفَيضِ الدِّماءِ يَا رَسُولَ الإِلَه يا خِيرةَ الله * وَكَهفَ الأَيتَامِ وَالضُّعَفَاءِ لَوتَرى المِنبَرَ الَّذِي كَنتَ تَعلُوهُ * قَد عَلاه الظَّلامُ بَعدَ الضِّياءِ وقالت (عليها السلام) مُخاطبةً أباها (صلى الله عليه وآله) بعد أن عادت من خطبتها الكُبرى، تَمضُغُ الألم وتَتجرَّع الحَسرَة: قَد كانَ بَعدكَ أنباءٌ وَهَنْبَثَةٌ * لَوكنتَ شَاهِدُها لَم تَكثُرِ الخُطَبُ إِنَّا فَقدنَاك فَقْدَ الأرضِ وَابِلها * واختَلَّ قومُك فاشهَدْهُم فَقد نَكَبُوا تَجَهَّمَتْنَا رِجالٌ واستُخِفَّ بِنا * بَعد النَّبي وَكلُّ الخَيرِ مُغتَصَبُ قَد كَان جِبريلُ بِالآياتِ يُؤْنِسُنَا * فَغِبْتَ عَنَّا فَكُلُّ الخَيرِ مُحتَجَبُ وَكنتَ بَدراً وَنُوراً يُستَضَاءُ بِهِ * عَليكَ تَنزِلُ مِن ذِي العِزَّةِ الكُتُبُ فَقد لَقينَا الذي لَم يَلْقَهُ أَحدٌ * مِن البَريَّةِ لا عَجَمٌ وَلا عَرَبُ سَيعلَمُ المُتَولِّي ظُلمَ حَامَتِنَا * يومَ القيامَة أَنَّى سَوفَ يَنقَلِبُ فَسوفَ نَبكِيكَ مَا عِشنَا وَمَا بَقِيتْ * لَنَا العُيونُ بِتِهْمَالٍ لَهُ سكبُ
|