قال الإمام الصادق (عليه السلام): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ينفق على الطيب أكثر ممّا ينفق على الطعام، وكان (صلى الله عليه وآله) لا يعرض عليه طيب إلاّ تطيّب به ويقول: هو طيّب ريحه، خفيف محمله، وكان يتطيّب بالمسك حتّى يرى وبيصه ـ بريقه ـ في مفرقه. وكان (صلى الله عليه وآله) يتطيّب بذكور الطيب، ـ المؤنث طيب النساء كالخلوق ـ، وهو المسك والعنبر، ويتطيّب بالغالية تطيّبه بها نساؤه بأيديهنّ، وكان يستجمر بالعود القماري ـ قمار موضع بالهند ـ، وكان يعرف في الليلة الظلماء قبل أن يرى بالطيب، فيقال: هذا النبي (صلى الله عليه وآله) .
تسريحه (صلى الله عليه وآله)
كان (صلى الله عليه وآله) يمتشط ويرّجل رأسه بالمدرى ـ مشط حديدي أو خشبي ـ، وترجّله نساؤه، وتتفقّد نساؤه تسريحه إذا سرّح رأسه ولحيته فيأخذن المشاطة، ـ الشعر الساقط ـ، ولربّما سرّح لحيته في اليوم مرّتين. وكان (صلى الله عليه وآله) يضع المشط تحت وسادته إذا امتشط به، ويقول: إنّ المشط يذهب بالوباء.
دهنه (صلى الله عليه وآله)
كان (صلى الله عليه وآله) يحبّ الدهِن ويكره الشعث، ويقول (صلى الله عليه وآله): إنّ الدهن يذهب بالبؤس، وكان يدهن بأصناف من الدهن، وكان إذا أدهن بدأ برأسه ولحيته، ويقول (صلى الله عليه وآله): إنّ الرأس قبل اللّحية. وكان يدهن بالبنفسج ويقول (صلى الله عليه وآله): هو أفضل الأدهان، وكان (صلى الله عليه وآله) إذا أدهن بدأ بحاجبيه، ثمَّ بشاربيه، ثمَّ يدخل في أنفه ويشمّه، ثمّ يدهن رأسه، وكان يدهن حاجبيه من الصداع، ويدهن شاربيه بدهن سوى دهن لحيته.
تكحّله (صلى الله عليه وآله)
كان (صلى الله عليه وآله) يكتحل في عينه اليمنى ثلاثاً، وفي اليسرى اثنتين، وقال: من شاء اكتحل ثلاثاً وكلّ حين، ومن فعل دون ذلك أو فوقه فلا حرج، وربّما اكتحل وهو صائم، وكانت له مكحلة يكتحل بها باللّيل، وكان كحله الإثمد ـ حجر الكحل ـ.
نظره (صلى الله عليه وآله) في المرآة
كان (صلى الله عليه وآله) ينظر في المرآة، ويرجّل جمّته ويمتشط، وربّما نظر في الماء وسوّى جمّته فيه، ولقد كان يتجمّل لأصحابه فضلاً عن تجمّله لأهله، وقال ذلك لعائشة حين رأته ينظر في ركوة فيها ماء في حجرتها، ويسوّي فيها جمّته وهو يخرج إلى أصحابه فقالت: بأبي أنت وأُمّي تتمرأ في الركوة وتسوّي جمّتك، وأنت النبي وخير خلقه؟. فقال (صلى الله عليه وآله): إنّ الله تعالى يحبّ من عبده إذا خرج إلى إخوانه أن يتهيّأ لهم ويتجمّل.