البحث الرقم: 930 التاريخ: 21 محرّم الحرام 1430 هـ المشاهدات: 4317
لقد جاء في الحديث الصحيح والذي ورد في السنن، أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد بكى الحسين في أيامه الأولى التي وُلد فيها، وأراد منا أن نتخذ منه قائداً ونوراً وإماماً ومربياً وناصحا، وفي ذلك أدلة عديدة يضيق المجال بذكرها.. لكنّ حبنا للدنيا وتعلقنا بها وتخاذلنا عن الحق وتفرّق كلمتنا وتناحرنا وضعفنا، كل هذه الأمور جعلتنا بعيدين عن وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وإتباع أوامره، فقُتل الحسين (رضي الله عنه وأرضاه)، وبقي يزيد بن معاوية يقود الأمة، يبدّد ثرواتها ويستعبد أبناءها ويبذر بذرة الإرهاب في معتقداتها والقسوة في تعاملها، وَورَثها لمن هم أسوء حالاً، فاستذلوا كل المسلمين حتى رأينا من لم يبايع الحسين بالأمس فقد بايع الحجاج، وما أدراك ما الحجاج! الذي قتل الأئمة والصالحين، وهذا ما يذكره الإمام ابن كثير (رحمه الله تعالى) في كتابه البداية والنهاية، حيث يقول: نقلاً عن الإمام احمد بن حنبل في مقتلسعيد بن جبير، قال: قتلسعيد بن جبير وليس على وجه الأرض من احد إلا وهو بحاجة إلى علم سعيد بن جبير. وهكذا كانت الكرة يتلقفها الملوك والحكام من سيء إلى أسوء، حتى وصلت بنا إلى الهلكة عندما وقعت بيد البعثيين، فكانت العبودية على حقيقتها، وامتلئ العراق بالمقابر الجماعية بدلا من النخيل والثمار، وهدمت مساجد وبيع وصوامع يذكر فيها اسم الله، وأصبح كل شيء ممنوع حتى البكاء، فانه لا يجوز! وممنوع فعله وإظهاره لأنه جريمة لا تغتفر! وأكثر من ذلك، فقد تحكّموا بقوت الناس، فما يصل إلينا هو عبارة عن مكارم وصدقات من القائد الأوحد. واتخذوا من الحسين عدواً وخصماً لدودا، وهكذا حال كل الطغاة وعلى مر الزمان، فقتلوا الحسين ألف مرة، ذاك بقتلهم كل ما يحب الحسين من الفضائل والأخلاق والقيم والفروسية والحرية، وقتلوا كل من يهتف بحب الحسين (رضي الله عنه وأرضاه). ولكي لا يقتل الحسين مرة أخرى، لابد أن نحذر من تسلل هؤلاء العفالقة إلى مجالس ومراكز القيادة، بأسماء وشعارات مخادعة كالسراب، كأمثال العروبة والحرية ووحدة العراق والوطنية، وإقصاء الناس مستدرجين وراءهم السفهاء وأصحاب العقول الضحلة، بعد أن يئسوا من كسر إرادة العراقيين الأحرار عن طريق دعمهم لقتل الأبرياء وتفجير المساجد والحسينيات وهدم الأضرحة التي يشع منها نور الأئمة، والتي اوجب الله الصلاة عليهم في صلوات الناس وأذكارهم. فالحذر الحذر أيها العراقيون من أن يختلط عليكم الحق، فكل ما نعانيه في السابق والآن سببه البعث وسياسته المتخبطة، نعم فقد عرفتموه سابقاً بوجهه المكشوف واليوم لبس أقنعة متعددة ليعرقل مسيرة التقدم والبناء، وذلك عن طريق ضربه لأنابيب النفط وإرهاب شركات الاستثمار وقتله للكفاءات الوطنية الصادقة وإضعاف أجهزة الدولة واستنزاف خيراتها بأي طريقة كانت. فلا يغرنكم الغرور، وتعيدوا مسألة التحكيم التي طالب بها أسلاف البعث من قبل وهم الخوارج، فكانت النتيجة إقصاء علي وقتلالحسين (رضي الله عنهما وأرضاهما). اللهم إني بلغت، اللهم فاشهد. الشيخ خالد عبد الوهاب الملا رئيس جماعة علماء العراق / فرع الجنوب