ولادة الصديقة الزهراء (عليها السلام)
المسار الصفحة الرئيسة » الوقائع » جمادى الآخرة » اليوم 20 » ولادة الصديقة الزهراء (عليها السلام)

 البحث  الرقم: 176  التاريخ: 5 رجب المرجّب 1430 هـ  المشاهدات: 5107
سائر اللغات

قائمة المحتويات في مثل هذا اليوم وُلدت الصديقة الزهراء الطاهرة العذراء الحوراء الإنسية البتول أم أبيها فاطمة الزكية (عليها السلام) في مكة المكرمة في السنة الخامسة للبعثة (1).
وكان لانعقاد نطفتها (عليها السلام) الزكية المباركة حديث، خلاصته: إن الله تبارك وتعالى أهدى أشرف أنبياءه ورسله وخاتمهم ليلة المعراج تفاحة، عجب الملائكة من عظمتها وطيب رائحتها وصفاء لونها وكمال جمالها، وأمره أن يتناولها، فلما شقها سطع منها نور صفيّ، فقال له جبرئيل (عليه السلام): "كل يا رسول الله، فهذا نور المنصورة فاطمة التي تخرج من صلبك" بحار الأنوار
: 43/18">(2).
وفي إحدى الروايات أنه تناول (صلى الله عليه وآله) من رطب الجنة بحار الأنوار: 43/4، 6، 42، 50">(3).
وفي العاشر من شعبان من السنة الرابعة للبعثة، نزل جبرئيلُ (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأمره أن يعتزل خديجة الكبرى (عليها السلام) أربعين يوماً، مقدمة لحملها بالزهراء البتول (عليها السلام).
ورغم أن محبة النبي (صلى الله عليه وآله) الكبيرة للسيدة خديجة (عليها السلام) وكان هذا صعبا عليها، لكن الرسول (صلى الله عليه وآله) أبلغ خديجة (عليها السلام) أنه سوف لن يأتي إلى دارها، وسيذهب هذه الفترة إلى دار فاطمة بنت أسد، وعليها أن تغلق الباب وترقد في فراشها.
كان النبي (صلى الله عليه وآله) يذهب في تلك الليالي إلى منزل فاطمة بنت أسد (عليها السلام)، ويؤتى له كل ليلة عند الإفطار بتمر وعنب وطعام الجنة، ويغسل يديه بماء الجنة وينشفها بالمنديل، وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يجلس على الباب كما أمره رسول الله (صلى الله عليه وآله)، كيما لا يدخل عليه أحد ويشارك الرسول (صلى الله عليه وآله) في غذائه. وجاءه الأمر في ليلة الأربعين أن يذهب إلى بيت خديجة (عليها السلام)، فإن الله أقسم بذاته أن يخلق من صلبك ذرية طيبة في هذه الليلة، فنهض النبي (صلى الله عليه وآله) وجاء إلى منزل خديجة (عليها السلام). تقول خديجة (عليها السلام): "أقسم بالذي بنى السماء، وفجر الماء من الأرض، ما ابتعد عني رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى أحسست بثقل فاطمة (عليها السلام)" بحار الأنوار: 16/ 78 ـ 80">(4).
وأتت فاطمة الزهراء (عليها السلام) الدنيا طاهرة زكية، وسطع منها نور أضاء مكة، وشع شرقاً وغربا. وحملت السيدة التي كانت بين يدي والدة فاطمة (عليها السلام)، وغسلتها بماء الكوثر، ولفتها بقطعة قماش أشد بياضا من الحليب وأطيب من المسك والعنبر، ولفتها بواحدة وغطت بالأخرى رأسها، وطلبت منها أن تتكلم، فقالت: "أشهد أن لا إله إلا الله، وأن أبي رسول الله سيد الأنبياء، وأن بعلي علياً سيد الأوصياء، وأن ولدي الأسباط"، ثم سلمت عليهن واحدة واحدة مسمية كلا منهن، فتبسمن في وجهها، وتباشر الحور العين سكان النعيم بولادتها المباركة.
وسطع في السماء نور لم تر مثله الملائكة من قبل، ولذا سموها الزهراء (عليها السلام).
وقالت السيدة التي كانت بين يدي خديجة (عليها السلام): "خذيها نظيفة طاهرة تقية مباركة، قد جُعلت البركة في ذريتها"، وكانت تلك بداية النماء الطهور بحار الأنوار: 16/80، و43/3">(5).

الهوامش

1- الكافي: 1/458. مصباح المتهجد: 732
2- بحار الأنوار: 43/18
3- بحار الأنوار: 43/4، 6، 42، 50
4- بحار الأنوار: 16/ 78 ـ 80
5- بحار الأنوار: 16/80، و43/3


الفهرسة