إحتجاج سلمان (رحمه الله) على القوم
المسار الصفحة الرئيسة » الوقائع » ربيع الأول » اليوم 3 » إحتجاج سلمان (رحمه الله) على القوم

 البحث  الرقم: 97  التاريخ: 5 رجب المرجّب 1430 هـ  المشاهدات: 5874
سائر اللغات

قائمة المحتويات عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: خطب الناسَ سلمانُ الفارسي (رحمة الله عليه) بعد أن دُفن النبي (صلى الله عليه وآله) بثلاثة أيام، فقال فيها: ألا أيها الناس! إسمعوا عني حديثي ثم اعقلوه عني، ألا إني أوتيتُ علماً كثيرا، فلو حدثتكم بكل ما أعلم من فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام)، لقالت طائفة منكم: هو مجنون، وقالت طائفة أخرى: اللهم اغفر لقاتل سلمان.
ألا إنّ لكم منايا تتبعها بلايا، ألا وإنّ عند عليّ بن أبي طالب (عليهما السلام) المنايا والبلايا، وميراث الوصايا، وفصل الخطاب، وأصل الأنساب، على منهاج هارون بن عمران من موسى (عليهما السلام)، إذ يقول له رسول الله (صلى الله عليه وآله): "أنت وصيّي في أهلي وخليفتي في أمّتي، وبمنزلة هارون من موسى"، ولكنّكم أخذتم سنّة بني إسرائيل، فأخطأتم الحقّ، تعلمون فلا تعملون، أما والله لتركبنّ طبقاً عن طبق على سنّة بني إسرائيل، حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة.
أما والذي نفس سلمان بيده، لو ولّيتموها علياً (عليه السلام) لأكلتم من فوقكم ومن تحت أرجلكم، ولو دعوتم الطير في جوّ السماء لأجابتكم، ولو دعوتم الحيتان من البحار لأتتكم، ولما عال وليّ الله، ولا طاش لكم سهمٌ من فرائض الله، ولا اختلف اثنان في حكم الله، ولكن أبيتم فولّيتموها غيره، فابشروا بالبلاء، واقنطوا من الرخاء، وقد نابذتكم على سواء، فانقطعت العصمة فيما بيني وبينكم من الولاء عليكم بآل محمّد (عليهم السلام)، فإنهم القادة إلى الجنة، والدعاة إليها يوم القيامة، عليكم بأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليهما السلام)، فوالله لقد سلّمنا عليه بالولاية وإمرة المؤمنين مراراً جمّة مع نبيّنا، كلّ ذلك يأمرنا به ويؤكده علينا، فما بال القوم عرفوا فضله فحسدوه؟! وقد حسد قابيلُ هابيلَ فقتله، وكفّاراً قد ارتدّت أمّة موسى بن عمران (عليه السلام)، فأمر هذه الأمّة كأمر بني إسرائيل، فأين يذهب بكم أيها الناس؟!
ويحكم، ما أنا وأبو فلان وفلان؟! أجهلتم أم تجاهلتم، أم حسدتم أم تحاسدتم؟ والله لترتدّن كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيف، يشهد الشاهد على الناجي بالهلكة، ويشهد الشاهد على الكافر بالنجاة. ألا وإني أظهرت أمري، وسلّمت لنبيي، وتبعت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة، علياً أمير المؤمنين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين وإمام الصديقين والشهداء والصالحين
بحار الأنوار
: 29/79">(1).

الهوامش

1- الإحتجاج: 1/151. بحار الأنوار: 29/79


الفهرسة