محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب وابن فضال جميعاً، عن يونس بن يعقوب، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن ناساً بالمدينة قالوا ليس للحسن مال، فبعث الحسن (عليه السلام) إلى رجل بالمدينة، فاستقرض منه ألف درهم، وأرسل بها إلى المصدق، فقال: هذه صدقة مالنا، فقالوا: ما بعث الحسن هذه من تلقاء نفسه إلا وعنده مال.
وبالإسناد عن أبي بصير قال: لما (1) بلغ أمير المؤمنين (عليه السلام) أن طلحة والزبير يقولان: ليس لعلي مال، قال: فشق ذلك عليه، فأمر وكلاءه أن يجمعوا غلته، حتى إذا حال عليه الحول أتوه وقد جمعوا من ثمن الغلة مائة ألف درهم، فنثرت (2) بين يديه، فأرسل إلى طلحة والزبير، فأتياه، فقال لهما: هذا المال، والله لي، ليس لأحد فيه شيء، وكان عندهما مصدقاً، قال: فخرجا من عنده وهما يقولان: إن له مالاً (3).
وعنهم، عن أحمد بن محمد، عن علي بن حديد، عن مرازم بن حكيم، عن عبدالأعلى مولى آل سام قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السلام): إن الناس يرون (1) أن لك مالاً كثيراً، فقال: ما يسوءني ذلك، إن أميرالمؤمنين (عليه السلام) مر ذات يوم على ناس شتى من قريش وعليه قميص مخرق، فقالوا: أصبح علي لا مال له، فسمعها أمير المؤمنين (عليه السلام)، فأمر الذي يلي صدقته أن يجمع تمره، ولايبعث إلى إنسان شيئاً، وأن يوفره، ثم قال له: بعه الأول فالأول، واجعلها دراهم، ثم اجعلها حيث تجعل التمر، فاكبسه (2) معه حيث لا يرى، وقال للذي يقوم عليه: إذا دعوت بالتمر فاصعد وانظر المال، فاضربه برجلك، كأنك: لا تعمد الدراهم، حتى تنثرها، ثم بعث إلى رجل رجل (3) منهم يدعوه، ثم دعا بالتمر، فلما صعد ينزل بالتمر ضرب برجله، فانتثرت الدراهم، فقالوا: ما هذا يا أبا الحسن؟ فقال: هذا مال من لا مال له، ثم أمر بذلك المال فقال: أنظروا أهل كل بيت كنت أبعث إليهم، فانظروا ماله، وابعثوا إليه.
المصادر
الكافي 439: 6|8.
الهوامش
1- في نسخة: يروون (هامش المخطوط).
2- ورد في هامش المخطوط ما نصه: كبس البئر والنهر طمهما بالتراب.. ورأسه في ثوبه أخفاه وأدخله فيه. (القاموس المحيط 245: 2).
وبالإسناد عن عبد الأعلى مولى آل سام قال: إن علي بن الحسين (عليه السلام) اشتدت حاله حتى تحدث بذلك أهل المدينة، فبلغه ذلك، فتعين (1) ألف درهم وبعث بها إلى صاحب المدينة، وقال: هذه صدقة مالي.
المصادر
الكافي 440: 6|13.
الهوامش
1- تعين: أي اقترض. والعينة بالكسر السلف. (الصحاح. هامش المخطوط).