محمّد بن يعقوب، عن علي بن محمّد، عن علي بن العبّاس، عن الحسين بن عبد الرحمن، عن سفيان الحريري، عن أبيه، عن سعد الخفّاف، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يا سعد، تعلّموا القرآن فانّ القرآن يأتي يوم القيامة في أحسن صورة نظر (1) إليها الخلق ـ إلى أن قال ـ حتّى ينتهي إلى ربّ العزّة فيناديه تبارك وتعالى يا حجّتي في الأرض وكلامي الصادق الناطق ارفع رأسك، وسل تعط، واشفع تشفّع، كيف رأيت عبادي؟ فيقول: يا ربّ، منهم من صانني وحافظ عليّ ولم يضيّع شيئاً، ومنهم من ضيّعني واستخفّ بحقّي وكذب بي وأنا حجّتك على جميع خلقك، فيقول الله عزّ وجلّ: وعزّتي وجلالي وارتفاع مكاني لاُثيبنّ عليك اليوم أحسن الثواب، ولاُعاقبنّ عليك اليوم أليم العقاب ـ الى أن قال ـ فيأتي الرجل من شيعتنا فيقول: ما تعرفني أنا القرآن الذي أسهرت ليلك وأنصبت عيشك، فينطلق به الى ربّ العزّة فيقول: يا ربّ، عبدك قد كان نصباً بي، مواظباً عليّ يعادي بسببي ويحبّ فيّ ويبغّض فيقول الله عزّ وجلّ: ادخلوا عبدي جنّتي، واكسوه حلّة من حلل الجنّة، وتوّجوه بتاج فاذا فعل ذلك به عرض على القرآن فيقال له: هل رضيت بما صنع بوليّك؟ فيقول: يا ربّ، إنّي أستقلّ هذا له فزده مزيد الخير كلّه فيقول: وعزّتي وجلالي وعلوّي وارتفاع مكاني لأنحلنّ له اليوم خمسة أشياء مع المزيد له ولمن كان بمنزلته ألا إنّهم شباب لا يهرمون، وأصحّاء لا يسقمون، وأغنياء لا يفتقرون، وفرحون لا يحزنون، وأحياء لا يموتون، الحديث.
وعن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن سالم، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يجيء القرآن يوم القيامة في أحسن منظور إليه صورة ـ إلى أن قال ـ حتى ينتهي إلى ربّ العزّة فيقول: يا ربّ، فلان بن فلان أظمأت هواجره، وأسهرت ليله في دار الدنيا، وفلان بن فلان لم أظم هواجره ولم اسهر ليله، فيقول تبارك وتعالى: أدخلهم الجنّة على منازلهم فيقوم فيتّبعونه فيقول للمؤمن: اقرأ وارقه، قال: فيقرأ ويرقى حتّى يبلغ كلّ رجل منهم منزلته التي هي له فينزلها.
وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد وسهل بن زياد جميعاً، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطيّة، عن يونس بن عمار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) ـ في حديث ـ يدعى ابن آدم المؤمن للحساب فيتقدّم القرآن أمامه في أحسن صورة فيقول: يا ربّ، أنا القرآن وهذا عبدك المؤمن قد كان يتعب نفسه بتلاوتي، ويطيل ليله بترتيلي وتفيض عيناه اذا تهجّد فأرضه كما أرضاني، قال: فيقول العزيز الجبّار: عبدي ابسط يمينك، فيملأها من رضوان الله، ويملأ شماله من رحمة الله ثمّ يقال: هذه الجنّة مباحة لك فاقرأ واصعد فاذا قرأ آية صعد درجة.
وعنه، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد، عن سليم الفرّاء، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ينبغي للمؤمن أن لا يموت حتّى يتعلّم القرآن، أو أن يكون في تعليمه.
الحسن بن محمّد الطوسي في (الأمالي) عن أبيه، عن محمّد بن القاسم الأنباري، عن محمّد بن علي بن عمر، عن داود بن رشيد، عن الوليد ابن مسلم، عن عبد الله بن لهيعة، عن المسرج (1)، عن عقبة بن عمّار (2) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): لا يعذّب، الله قلباً وعى القرآن.
وعن أبيه، عن الحفّار، عن ابن السماك، عن أبي قلابة، عن أبيه ومعلّى بن راشد، عن عبد الواحد بن زياد، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد (1)، عن علي (عليه السلام) أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) قال: خياركم من تعلّم القرآن وعلّمه.
محمّد بن الحسين الرضي الموسوي في (نهج البلاغة) عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: في خطبة له: وتعلّموا القرآن (1) فانّه ربيع القلوب، واستشفوا بنوره فإنّه شفاء الصدور، وأحسنوا تلاوته فانّه أنفع القصص فانّ العالم العامل بغير علمه كالجاهل الحائر الذي لا يستفيق من جهله، بل الحجّة عليه أعظم، والحسرة له ألزم، وهوعند الله ألوم.
الفضل بن الحسن الطبرسي في (مجمع البيان) عن معاذ قال: سمعت: رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول: ما من رجل علّم ولده القرآن إلاّ توّج الله أبويه يوم القيامة تاج الملك، وكسيا حلّتين لم ير الناس مثلهما.
وعنه (عليه السلام) أن هذا القرآن مأدبة الله فتعلّموا مأدبته ما استطعتم، إنّ هذا القرآن حبل الله وهو النور البيّن (1)، والشفاء النافع، عصمة لمن تمسّك به، ونجاة لمن تبعه، الحديث.
المصادر
مجمع البيان 1: 16 ـ يأتي ذيله في الحديث 16 من الباب 11 من هذه الأبواب.
وعنه (عليه السلام) قال: إذا قال المعلّم للصبي: قل: بسم الله الرحمن الرحيم، فقال الصبي: بسم الله الرحمن الرحيم كتب الله براءة للصبي وبراءة لأبويه وبراءة للمعلّم.