محمد بن يعقوب، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن الحارث بن المغيرة قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: إياكم إذا أراد أحدكم أن يسأل من ربه شيئا من حوائج الدنيا والآخرة حتى يبدأ بالثناء على الله عز وجل، والمدح له، والصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله)، ثم يسأل الله حوائجه.
وبالاسناد عن صفوان، عن العيص بن القاسم قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام): إذا طلب أحدكم الحاجة فليثن على ربه وليمدحه، فان الرجل إذا طلب الحاجة من السلطان هيأ له من الكلام أحسن ما يقدر عليه، فاذا طلبتم الحاجة فمجدوا الله العزيز الجبار وامدحوه واثنوا عليه، تقول: يا أجود من أعطى، ويا خير من سئل، يا أرحم من استرحم، يا أحد يا صمد، يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، يا من لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، يا من يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ويقضي ما أحب، يا من يحول بين المرء وقلبه، يا من هو بالمنظر الأعلى، يا من ليس كمثله شيء يا سميع يا بصير، وأكثر من أسماء الله عز وجل، فان أسماء الله عز وجل كثيرة، وصل على محمد وآل محمد، وقل: اللهم أوسع علي من رزقك الحلال ما أكف به وحهي، واؤدي به عني (1) أمانتي، وأصل به رحمي ويكون عونا لي في الحج والعمرة، وقال: إن رجلا دخل المسجد فصلى ركعتين ثم سأل الله عز وجل فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): عجل العبد ربه، وجاء آخر فصلى ركعتين ثم أثنى على الله عز وجل وصلى على النبي (صلى الله عليه وآله) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): سل تعط.
وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن محمد بن مسلم قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام): إن في كتاب أمير المؤمنين (عليه السلام): إن المدحة قبل المسألة، فاذا دعوت الله عز وجل فمجده، قلت: كيف امجده؟ قال: تقول: يا من هو أقرب إلي من حبل الوريد، يا فعالا لما يريد، يا من يحول بين المرء وقلبه، يا من هو بالمنظر الأعلى، يا من (1) ليس كمثله شيء.
وعنه، عن أحمد، عن علي بن الحكم، عن أبي كهمس قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: دخل رجل المسجد فابتدأ قبل الثناء على الله والصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): عجل (1) العبد ربه، ثم دخل آخر فصلى وأثنى على الله عز وجل وصلى على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): سل تعطه. ثم قال إن في كتاب علي (عليه السلام): إن الثناء على الله والصلاة على رسوله قبل المسألة، وإن أحدكم ليأتي الرجل يطلب الحاجة فيحب أن يقول له خيرا قبل أن يسأله حاجته.
وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن ابن سنان، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إنما هي المدحة، ثم الثناء، ثم الاقرار بالذنب، ثم المسألة، إنه والله ما خرج عبد من ذنب إلا بالاقرار. وعنهم، عن أحمد، عن ابن فضال، عن ثعلبة، عن معاوية بن عمار، مثله، إلا أنه قال: ثم الثناء، ثم الاعتراف بالذنب.
وعن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن (1) بن علي، عن حماد ابن عثمان، عن الحارث بن المغيرة قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام) ـ في حديث ـ إذا أردت أن تدعوا الله فمجده وأحمده وسبحه وهلله وأثن عليه وصل على النبي (صلى الله عليه وآله) ثم سل تعط.
المصادر
الكافي 2: 351 | 5، وقد أورد الحديث هنا تاما باختلاف بسيط وفي 3: 341 | 4، أورد قطعة من الحديث ولكن بسند آخر.
وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى، عمن حدثه، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قلت: آيتان في كتاب الله عز وجل أطلبهما ولا أجدهما، قال: وما هما؟ قلت: قول الله عز وجل: (ادعوني أستجب لكم) (1) فندعوه ولا نرى إجابة؟ قال: أفترى الله عز وجل أخلف وعده؟! قلت: لا، قال: فمم ذلك؟! قلت: لا أدري، قال: لكني اخبرك: من أطاع الله عز وجل فيما أمره ثم دعاه من جهة الدعاء أجابه، قلت: وما جهة الدعاء؟ قال: تبدأ فتحمد الله وتذكر نعمه عندك، ثم تشكره، ثم تصلي على النبي (صلى الله عليه وآله)، ثم تذكر ذنوبك فتقر بها، ثم تستغفر (2) منها، فهذا جهة الدعاء، ثم قال: وما الآية الاخرى؟ قلت: قول الله عز وجل: (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين) (3) وإني انفق ولا أرى خلفا؟ قال: أفترى الله عز وجل أخلف وعده؟! قلت: لا، قال: فمم ذلك؟! قلت: لا أدري، قال: لو أن أحدكم اكتسب المال من حله وأنفقه في حله لم ينفق درهما إلا أخلف عليه.
وعنه، عن أبيه، عن علي بن حسان، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: كل دعاء لا يكون قبله تحميد فهو أبتر، إنما (1) هو التحميد ثم الثناء، قال: قلت: ما أدري ما يجزي من التحميد والتمجيد؟ قال: تقول: اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، وأنت العزيز الحكيم.
المصادر
الكافي 2: 365 | 6.
الهوامش
1- كتب المصنف (هو) ثم شطبها وكتب فوقها علامة نسخة.
محمد بن علي بن الحسين، عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق، عن أحمد بن محمد بن السعيد الهمداني، عن الحسن بن القاسم، عن علي بن إبراهيم بن المعلى، عن محمد ابن خالد، عن عبدالله بن بكر المرادي، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) ـ في حديث ـ أن زيد بن صوحان قال له: أي سلطان أغلب وأقوى؟ قال: الهوى، قال: أي ذل أذل؟ قال: الحرص على الدنيا، قال: فأي فقر أشد؟ قال: الكفر بعد الايمان، قال: فأي دعوة أضل؟ قال: الداعي بما لا يكون. وفي (المجالس) بهذا السند، مثله (1).
وفي (الخصال) باسناده الآتي (1) عن علي (عليه السلام) ـ في حديث الأربعمائة ـ قال: السؤال بعد المدح، فامدحوا الله عز وجل ثم اسألوا الحوائج، اثنوا على الله عز وجل وامدحوه قبل طلب الحوائج، يا صاحب الدعاء، لا تسأل ما لا يحل ولا يكون.