محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن هشام بن الحكم، أنه سأل أبا عبدالله (عليه السلام) عن علة الصيام؟ فقال: إنما فرض الله الصيام ليستوي به الغني والفقير، وذلك أن الغني لم يكن ليجد مس الجوع فيرحم الفقير، لان الغني كلما أراد شيئا قدر عليه، فأراد الله تعالى أن يسوي بين خلقه، وأن يذيق الغني مس الجوع والالم ليرق على الضعيف ويرحم الجائع. ورواه في (العلل) عن علي بن أحمد، عن محمد بن أبي عبدالله، عن البرمكي، عن علي بن العباس، عن عمر بن عبدالعزيز، عن هشام بن الحكم (1). ورواه في كتاب (فضائل شهر رمضان) عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن بن أبي عمير، عن هشام بن الحكم مثله (2).
وبإسناده عن محمد بن سنان، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) فيما كتب إليه من جواب مسائله: علة الصوم لعرفان مس الجوع والعطش، ليكون العبد ذليلا مستكينا مأجورا محتسبا صابرا، ويكون ذلك دليلا له على شدائد الآخرة مع ما فيه من الانكسار له عن الشهوات، واعظا له في العاجل، دليلا على الآجل، ليعلم شدة مبلغ ذلك من أهل الفقر والمسكنة في الدنيا والآخرة. ورواه (في العلل) وفي (عيون الاخبار) بالاسانيد الآتية (1) عن محمد بن سنان مثله (2).
المصادر
الفقيه 2: 43 | 193.
الهوامش
1- تأتي في الفائدة الاولى من الخاتمة برقم (281) وبرمز (أ).
وبإسناده عن حمزة بن محمد أنه كتب إلى أبي محمد (عليه السلام): لم فرض الله الصوم؟ فورد في الجواب: ليجد الغني مس الجوع فيمنّ على الفقير. ورواه الكليني عن علي بن محمد ومحمد بن أبي عبدالله، عن إسحاق بن محمد، عن حمزة بن محمد مثله، إلا أنه قال: ليجد الغني مضض الجوع فيحنو على الفقير (1). وفي (المجالس) عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن محمد بن أبي عبدالله مثله (2).
وفي (العلل) و (عيون الاخبار) بأسانيده الآتية (1) عن الفضل بن شاذان، عن الرضا (عليه السلام) قال: إنما امروا بالصوم لكي يعرفوا ألم الجوع والعطش فيستدلوا على فقر الآخرة، وليكون الصائم خاشعا ذليلا مستكينا مأجورا محتسبا عارفا صابرا على ما أصابه من الجوع والعطش فيستوجب الثواب مع ما فيه من الامساك (2) عن الشهوات، ويكون ذلك واعظا لهم في العاجل، ورايضاً لهم على أداء ما كلفهم، ودليلا لهم في الآجل (3)، وليعرفوا شدة مبلغ ذلك على أهل الفقر والمسكنة في الدنيا فيؤدوا إليهم ما افترض (4) الله لهم في أموالهم.