محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام): إذا أردت أن تخرج من المدينة فاغتسل ثم ائت قبر النبي (صلى الله عليه وآله) بعد ما تفرغ من حوائجك فودعه واصنع مثل ما صنعت عند دخولك، وقل: اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارة قبر نبيك، فإن توفيتني قبل ذلك فإني أشهد في مماتي على ما شهدت عليه في حياتي، أن لا إله إلا أنت، وأن محمدا عبدك ورسولك. ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب مثله (1).
وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن يونس بن يعقوب قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن وداع قبر النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: تقول: «صلى الله عليك السلام عليك، لا جعله الله آخر تسليمي عليك». جعفر بن محمد بن قولويه في (المزار) عن جماعة من مشايخه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال مثله (1).
وبالإسناد عن ابن فضال قال: رأيت أبا الحسن (عليه السلام) وهو يريد أن يودع للخروج إلى العمرة فأتى القبر من موضع رأس رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد المغرب فسلم على النبي صلى الله عليه وآله ولزق بالقبر، ثمّ أتى المنبر، وانصرف (1) حتى أتى القبر فقام إلى جانبه يصلي (2)، وألصق منكبه الايسر بالقبر قريبا من الاسطوانة التي دون الاسطوانة المخلقة التي عند رأس النبي (صلى الله عليه وآله) فصلى ست ركعات ـ أو ثماني ركعات ـ في نعليه. قال: فكان مقدار ركوعه وسجوده ثلاث تسبيحات أو أكثر، فلما فرغ من ذلك سجد سجدة أطال فيها السجود حتى بل عرقه الحصى. قال: وذكر بعض أصحابنا أنه رآه ألصق خده بأرض المسجد. ورواه الصدوق في (عيون الاخبار) عن أبيه، عن سعد مثله، إلا أنه أسقط قوله: ثم أتى المنبر، وقوله: أو ثماني ركعات (3).
المصادر
كامل الزيارات: 27، وأورد قطعة منه عن العيون في الحديث 2 من الباب 37 من أبواب لباس المصلّي، وصدره في الحديث 4 من الباب 26 من أبواب مكان المصلي.