محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن إسحاق بن عمار، عن أبي، غرة قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: من زار أخاه في الله في مرض أو صحة لا يأتيه خداعا ولا استبدالا، وكل الله به سبعين ألف ملك ينادون في قفاه: أن طبت وطابت لك الجنة، فأنتم زوار الله، وأنتم وفد الرحمن حتى يأتي منزله، فقال له بشير (1): جعلت فداك فان كان المكان بعيدا؟ قال: نعم يا بشير (2) وإن كان المكان مسيرة سنة، فإن الله جواد، والملائكة كثير (3) يشيعونه حتى يرجع إلى منزله.
وعنهم، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبي الجهم، عن أبي خديجة قال: قال لي أبو عبدالله (عليه السلام): كم بينكم (1) وبين البصرة؟ فقلت: في الماء خمس إذا طابت الريح، وعلى الظهر ثمان أو نحو ذلك، فقال: ما أقرب هذا تزاوروا ويتعاهد بعضكم بعضاً، فإنه لا بد يوم القيامة من أن يأتي كل انسان بشاهد يشهد له على دينه. قال: وإن المسلم (2) إذا رأى أخاه كان حياة لدينه إذا ذكر الله عزّ وجلّ.
وعن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد ابن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن عبدالله بن محمد الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن المؤمن ليخرج إلى أخيه يزوره فيوكل الله به ملكا فيضع جناحا في الارض وجناحا في السماء يظله، فإذا دخل إلى منزله نادى الجبار تبارك وتعالى: أيها العبد المعظم لحقي المتبع لآثار نبيي، حق عليّ إعظامك، سلني أعطك أدعني، أجبك، اسكت أبتدئك، فإذا انصرف شيعه الملك يظله بجناحه حتى يدخل إلى منزله، ثم يناديه تبارك وتعالى: أيها العبد المعظم لحقي، حق عليّ إكرامك، قد أوجبت لك جنتي، وشفعتك في عبادي.
وفي (عقاب الاعمال) بإسناد تقدم في عيادة المريض (1) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: ومن مشى زائرا لاخيه فله بكل خطوة حتى يرجع إلى أهله عتق مأة ألف رقبة، وترفع له مائة ألف درجة، ويمحا عنه مائة ألف سيئة.
المصادر
عقاب الاعمال: 345.
الهوامش
1- تقدم في الحديث 9 من الباب 10 من أبواب الاحتضار.