محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن شعيب بن واقد، عن الحسين بن زيد، عن الصادق، عن آبائه (عليهم السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ في حديث المناهي ـ قال: من عرضت له فاحشة او شهوة فاجتنبها مخافة الله عزّ وجلّ حرم الله عليه النار وآمنه من الفزع الاكبر، وانجز له ما وعده في كتابه في قوله تعالى: (ولمن خاف مقام ربه جنتان) (1) ألا ومن عرضت له دنيا وآخرة فاختار الدنيا على الآخرة لقى الله عزّ وجلّ يوم القيامة وليست له حسنة يتقي بها النار، ومن اختار الاخرة وترك الدنيا رضي الله عنه وغفر له مساوي عمله.
وفي (العلل) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن عبدالله بن سنان قال: سألت أبا عبدالله جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام) فقلت: الملائكة أفضل أم بنو آدم؟ فقال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): إن الله ركب في الملائكة عقلا بلا شهوة، وركب في البهائم شهوة بلا عقل، وركب في بني آدم كلتيهما، فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة، ومن غلب شهوته عقله فهو شر من البهائم.
وفي (ثواب الاعمال) عن جعفر بن علي، عن جده الحسن بن علي، عن جده عبدالله بن المغيرة، عن السكوني عن جعفر، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعد لم يره.
أحمد بن محمد البرقي في (المحاسن) عن جعفر بن محمد الاشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال الله تعالى: إنما أقبل الصلاة لمن تواضع لعظمتي ويكف نفسه عن الشهوات من أجلي، ويقطع نهاره بذكري، ولا يتعاظم على خلقي، ويطعم الجائع، ويكسو العاري، ويرحم المصاب، ويؤوي الغريب فذلك يشرق نوره مثل الشمس أجعل له في الظلمات نورا، وفي الجهالة حلما أكلؤه بعزتي وأستحفظه ملائكتي، يدعوني فالبيه، ويسألني فاعطيه، فمثل ذلك عندي كمثل جنات عدن لا يسمو (1) ثمرها، ولا تتغير عن حالها.
المصادر
المحاسن 15 | 44.
الهوامش
1- اي لا يعلو كما في قوله تعالى: (قطوفها دانية) وهو اشارة الى تواضع المؤمن. (منه. قده).وتقدم ما يدل عليه في الحديثين 9 و 13 من الباب 4 من هذه الابواب.