محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: اذا كان يوم القيامة يقوم عنق من الناس فيأتون باب الجنة فيقال: من أنتم؟ فيقولون: نحن أهل الصبر فيقال لهم: على ما صبرتم؟ فيقولون: كنا نصبر على طاعة الله، ونصبر عن معاصي الله، فيقول الله عزّ وجلّ: صدقوا أدخلوهم الجنة، وهو قول الله عزّ وجلّ: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) (1).
وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن سنان، عن أبي الجارود، عن الاصبغ قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): الصبر صبران: صبر عند المصيبة حسن جميل، وأحسن من ذلك الصبر عندما حرم الله عليك، والذكر ذكران: ذكر الله عزّ وجلّ عند المصيبة، وأفضل من ذلك ذكر الله عندما حرم الله عليك فيكون حاجزا.
وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن إسماعيل بن مهران عن درست، عن عيسى بن بشير، عن أبي حمزة قال قال أبو جعفر (عليه السلام) لما حضرت علي بن الحسين (عليه السلام) الوفاة ضمني إلى صدره، وقال: يا بني اوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة، وبما ذكر أن أباه أوصاه به: يا بني اصبر على الحق وان كان مرا.
وعنهم، عن أحمد، عن عثمان بن عيسى، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: اصبروا على الدنيا فانما هي ساعة فما مضى منه لا تجد له ألما ولا سرورا، وما لم يجيء فلا تدري ما هو، وانما هي ساعتك التي أنت فيها، فاصبر فيها على طاعة الله، واصبر فيها عن معصية الله.
وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن يحيى بن سليم الطائفي، عن عمرو بن شمر اليماني، يرفع الحديث إلى علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الصبر ثلاثة: صبر عند المصيبة، وصبر عند الطاعة، وصبر عن المعصية فمن صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها كتب الله له ثلاثمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء والارض، ومن صبر على الطاعة كتب الله له ستمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الارض إلى منتهى العرش، ومن صبر عن المعصية كتب الله له تسعمائة درجة ما بين درجة إلى الدرجة كما بين تخوم الارض إلى منتهى العرش.
المصادر
الكافي 2: 75 | 15، واورد قطعة منه في الحديث 17 من الباب 76 من ابواب الدفن.
محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن الحسن بن محبوب، عن سعد بن أبي خلف، عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) أنّه قال لبعض ولده: يا بني اياك أن يراك الله في معصية نهاك عنها، واياك أن يفقدك الله عند طاعة أمرك بها... الحديث.
المصادر
الفقيه 4: 292 | 882، واورد ذيله في الحديث 1 من الباب 66 من هذه الابواب، وقطعة منه في الحديث 8 من الباب 83 من ابواب احكام العشرة، وذيله في الحديث 5 من الباب 18 من ابواب مقدمات التجارة.
وبإسناده عن أبي حمزة الثمالي قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام): لما حضرت أبي الوفاة ضمني إلى صدره وقال يا بني اصبر على الحق وان كان مرا توف أجرك بغير حساب.
محمد بن الحسين الرضي في (نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الصبر صبران: صبر على ما تحب، وصبر على ما تكره، ثم قال (عليه السلام) ان ولي محمد من اطاع الله وان بعدت لحمته، وإن عدو محمد من عصى الله وان قربت قرابته.
قال: وقال (عليه السلام): احذر ان يراك الله عند معصيته، او يفقدك عند طاعته فتكون من الخاسرين، فاذا قويت فاقو على طاعة الله، فاذا ضعفت فاضعف عن معصية الله.
محمد بن ادريس في آخر (السرائر) نقلا من كتاب (العيون والمحاسن) للمفيد قال: اتى رجل أبا عبدالله (عليه السلام) فقال له: يا بن رسول الله اوصني، فقال: لا يفقدك الله حيث امرك، ولا يراك حيث نهاك، قال: زدني، قال: لا أجد.
الحسن بن محمد الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن محمد بن محمد المفيد، عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن صباح الحذاء، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن آبائه (عليهم السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: اذا كان يوم القيامة نادى مناد عن الله يقول: اين اهل الصبر؟ قال: فيقوم عنق من الناس فتستقبلهم زمرة من الملائكة، فيقولون لهم: ما كان صبركم هذا الذي صبرتم؟ فيقولون: صبرنا انفسنا على طاعة الله وصبرناها عن معصية الله، قال: فينادي مناد من عند الله: صدق عبادي خلوا سبيلهم ليدخلوا الجنة بغير حساب.
المصادر
امالي الطوسي 1: 100، واورد قطعة منه في الحديث 10 من الباب 112 من ابواب احكام العشرة، وذيله في الحديث 15 من الباب 15 من ابواب الامر بالمعروف.