محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن عثمان بن جبلة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثلاث خصال من كن فيه أو واحدة منهن كان في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله: رجل أعطى الناس من نفسه ما هو سائلهم، ورجل لم يقدم رجلا ولم يؤخر رجلا حتى يعلم أن ذلك لله رضا، ورجل لم يعب أخاه المسلم بعيب حتى ينفي ذلك العيب عن نفسه فانه لا ينفي منها عيبا الا بدا له عيب وكفى بالمرء شغلا بنفسه عن الناس. ورواه الصدوق في (المجالس) عن أبيه، عن محمد بن أحمد بن علي بن الصلت، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن عثمان بن جبلة، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) مثله (1). ورواه أيضا عن أحمد بن محمد بن يحيى، عن سعد، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن الخضر بن مسلم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) نحوه (2).
المصادر
الكافي 2: 118 | 16.
الهوامش
1- لم نعثر عليه في امالي الصدوق المطبوع، وعثرنا عليه في الخصال: 80 | 3.
وعنهم، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن الحسن بن السري، عن أبي مريم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعت جابر بن عبدالله الانصاري يقول: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) مر بنا (1) فوقف وسلم ثم قال: ما لي أرى حب الدنيا قد غلب على كثير من الناس ـ إلى أن قال: ـ طوبى لمن شغله خوف الله عزّ وجلّ عن خوف الناس طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب المؤمنين من إخوانه... الحديث.
المصادر
الكافي 8: 168 | 190.
الهوامش
1- في المصدر زيادة: ذات يوم ونحن في نادينا وهو على ناقته وذلك حين رجع من حجة الوداع.
وعن محمد بن يحيى، عن الحسين بن إسحاق، عن علي بن مهزيار، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن مختار، عن بعض أصحابه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كفى بالمرء عيبا أن يتعرف من عيوب الناس ما يعمى عليه من أمر نفسه، أو يعيب على الناس أمرا هو فيه لا يستطيع التحول عنه إلى غيره، أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه. ورواه الحسين بن سعيد في كتاب (الزهد) عن الحسين بن المختار مثله (1).
محمد بن علي بن الحسين في (معاني الاخبار) باسناد يأتي في محاسبة النفس (1) عن أبي ذر، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ في حديث ـ قال: قلت: يا رسول الله اوصني، قال: أوصيك بتقوى الله فإنّه رأس الامر كله قلت: زدني، قال: عليك بتلاوة القرآن وذكر الله كثيرا (2)، قلت: زدني، قال: عليك بطول الصمت (3)، قلت: زدني قال: إياك وكثرة الضحك (4)، قلت: زدني، قال: عليك بحب المساكين ومجالستهم قلت: زدني، قال: قل الحق وإن كان مرا، قلت: زدني، قال: لا تخف في الله لومة لائم، قلت: زدني، قال: ليحجزك عن الناس ما تعلم من نفسك ولا تجد (5) عليهم فيما تأتي مثله، ثم قال: كفى بالمرء عيبا ان يكون فيه ثلاث خصال: يعرف من الناس ما يجهل من نفسه، ويستحيي لهم مما هو فيه، ويؤذي جليسه فيما لا يعنيه، ثم قال: يا أبا ذر لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق.
المصادر
معاني الاخبار: 334 | 1.
الهوامش
1- يأتي في الحديث 4 من الباب 96 من هذه الابواب.
2- في المصدر زيادة: فانه ذكر لك في السماء ونور لك في السماء.
3- في المصدر زيادة: فانه مطردة للشياطين وعون لك على امر دينك.
4- في المصدر زيادة: فانه يميت القلب ويذهب بنور الوجه.
وفي (المجالس) عن علي بن أحمد بن عبدالله، عن أبيه، عن جده أحمد بن أبي عبدالله، عن الحسن بن علي بن فضال، عن إبراهيم بن محمد الاشعري عن أبان بن عبد الملك، عن الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال: إن موسى (عليه السلام) لما اراد ان يفارق الخضر قال: اوصني، فكان فيما اوصاه ان قال له: إياك واللجاجة وأن تمشي في غير حاجة، وان تضحك من غير عجب، واذكر خطيئتك، وإياك وخطايا الناس.
محمد بن الحسين الرضي في (نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في النهي عن عيب الناس: وإنما ينبغي لاهل العصمة والمصنوع إليهم في السلامة ان يرحموا اهل الذنوب والمعصية، ويكون الشكر هو الغالب عليهم والحاجز لهم عنهم، فكيف بالعائب الذى عاب اخاه وعيره ببلواه، اما ذكر موضع ستر الله عليه من ذنوبه ما هو اعظم من الذنب الذي عاب به، فكيف يذمه بذنب قد ركب مثله فإن لم يكن ركب ذلك الذنب بعينه فقد عصى الله فيما سواه مما هو اعظم منه، وأيم الله لو لم يكن عصاه في الكبير لقد عصاه في الصغير، ولجرأته على عيب الناس اكبر، يا عبدالله لا تعجل في عيب عبد بذنبه، فلعله مغفور له، ولا تأمن على نفسك صغير معصية فلعلك تعذب عليه، فليكفف من علم منكم عيب غيره لما يعلم من عيب نفسه، وليكن الشكر شاغلا له على معافاته مما ابتلى به غيره.
قال: وقال (عليه السلام): من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره، ومن رضي رزق (1) الله لم يحزن على مافاته ـ إلى أن قال ـ ومن نظر في عيون الناس ثم رضيها لنفسه فذلك الاحمق بعينه.
محمد بن إدريس في آخر (السرائر) نقلا من كتاب أبي عبدالله السياري، عن محمد بن إسماعيل، عن بعض رجاله قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: إذا رأيتم العبد متفقدا لذنوب الناس ناسيا لذنوبه فاعلموا انه قد مكر به.
الحسن بن محمد الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن المفيد، عن علي بن خالد المراغي، عن عمران بن موسى (1)، عن أبي بكر بن الحارث، عن عيسى بن رغبة، عن محمد بن رئيس (2)، عن الليث بن سعد، عن يزيد بن حبيب (3)، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كان بالمدينة أقوام لهم عيوب فسكتوا عن عيوب الناس فأسكت الله عن عيوبهم الناس فماتوا ولا عيوب لهم عند الناس، وكان بالمدينة اقوام لا عيوب لهم فتكلموا في عيوب الناس فأظهر الله لهم عيوبا لم يزالوا يعرفون بها إلى ان ماتوا.
وعن أبيه، عن المفيد، عن أحمد بن محمد الرازي، عن محمد بن سليمان، عن محمد بن خالد، عن عاصم بن حميد، عن أبي عبيدة الحذاء قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن اسرع الخير ثوابا البر وإن اسرع الشر عقابا البغي، وكفى بالمرء عيبا ان يبصر من الناس ما يعمى عنه من نفسه، وان يعير الناس بما لا يستطيع تركه، وان يؤذي جليسه بما لا يعنيه (1). ورواه الحسين بن سعيد في (كتاب الزهد) عن النضر بن سويد، عن عاصم بن حميد (2).
المصادر
امالي الطوسي 1: 105 واورده عن كتب اخرى في الحديث 5 من الباب 74 من هذه الابواب.
الهوامش
1- لمؤلفه في معنى هذه الاحاديث:يامن يعيب الناس وهو لعيبه * ناس وليس يزيله نسيانرفقا فانك ذو لسـان واحــد * ولكــل انسـان عليـك لسانلو اطلقت فيك الاعنــة ساعة * مضت الجياد وقبــرك الميدانمـا حـال ثعبـان يكــر وراءه * مــن جوف كل تنوفـة (*) ثعبانولئن سكت فـربما سكت الورى * عـن بعـض عيبك ايها الانسانأو ليس قـال الله ياموسى ابتدئ * كـن كيف شئـت كما تدين تدان(منه. قده)(*) التنوفة: الصحراء (الصحاح ـ تنف ـ 4: 1333).