محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف أسروا الايمان وأظهروا الشرك، فآتاهم الله أجرهم مرتين. ورواه الصدوق في (المجالس) عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، عن أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، عن المنذر بن محمد، عن جعفر بن سليمان، عن عبدالله بن الفضل الهاشمي، عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) مثله (1).
وعن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة قال: قلت لابي عبدالله (عليه السلام): إن الناس يروون أن عليا (عليه السلام) قال على منبر الكوفة: ايها الناس انكم ستدعون إلى سبي فسبوني، ثم تدعون إلى البراءة منّي فلا تبروؤا مني، فقال: ما أكثر ما يكذب (1) الناس على علي (عليه السلام)، ثم قال: إنما قال: انكم ستدعون إلى سبي فسبوني، ثم تدعون إلى البراءة مني وإني لعلى دين محمد (صلى الله عليه وآله)، ولم يقل: ولا تبرؤوا مني، فقال له السائل: أرايت ان اختار القتل دون البراءة، فقال: والله ما ذلك عليه، وماله إلا ما مضى عليه عمار بن ياسر حيث أكرهه أهل مكة وقلبه مطمئن بالايمان، فأنزل الله عزّ وجلّ فيه: (إلا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان) (2) فقال له النبي (صلى الله عليه وآله) عندها: يا عمار إن عادوا فعد، فقد انزل الله عذرك، وامرك ان تعود إن عادوا. ورواه الحميري في (قرب الإسناد) عن هارون بن مسلم مثله (3).
وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل، عن محمد بن مروان قال: قال لي أبو عبدالله (عليه السلام): ما منع ميثم رحمه الله من التقية؟ فوالله لقد علم ان هذه الآية نزلت في عمار وأصحابه: (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان) (1).
وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن زكريا المؤمن، عن عبدالله بن أسد، عن عبدالله بن عطا قال: قلت لابي جعفر (عليه السلام): رجلان من أهل الكوفة اخذا فقيل لهما: ابرءا من أمير المؤمنين (عليه السلام) فبرىء واحد منهما، وأبى الآخر فخلي سبيل الذي برىء وقتل الآخر، فقال: أما الذي برىء فرجل فقيه في دينه، وأما الذى لم يبرأ فرجل تعجل إلى الجنة.
وعنه، عن أحمد، عن ابن محبوب، عن خالد بن نافع، عن محمد بن مروان عن أبي عبدالله (عليه السلام) أن رجلا أتى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: أوصني فقال: لا تشرك بالله شيئا وإن أحرقت بالنار وعذبت إلا وقلبك مطمئن بالايمان، ووالديك فأطعهما... الحديث.
المصادر
الكافي 2: 126 | 2، واورده في الحديث 4 من الباب 92 من ابواب احكام الاولاد.
عبدالله بن جعفر الحميري في (قرب الإسناد) عن أحمد بن إسحاق، عن بكر بن محمد، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن التقية ترس المؤمن، ولا إيمان لمن لا تقية له، فقلت له: جعلت فداك قول الله تبارك وتعالى: (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان) (1) قال: وهل التقية الا هذا.
محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي في كتاب (الرجال) عن جبرئيل بن أحمد، عن محمد بن عبدالله بن مهران، عن محمد بن علي الصيرفي، عن علي بن محمد، عن يوسف بن عمران الميثمي قال: سمعت ميثم النهرواني يقول: دعاني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وقال: كيف أنت يا ميثم اذا دعاك دعي بني أمية ـ عبيد الله بن زياد ـ إلى البراءة منّي؟ فقلت: يا أمير المؤمنين أنا والله لا أبرأ منك؟ قال: إذا والله يقتلك ويصلبك، قلت: أصبر، فداك في الله قليل فقال: يا ميثم اذا تكون معي في درجتي... الحديث. ورواه الراوندي في (الخرائج والجرائح) عن عمران، عن أبيه ميثم، مثله (1).
الحسن محمد الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن محمد بن محمد، عن محمد بن عمر الجعابي، عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن يحيى بن زكريا يابن شيبان، عن بكر بن مسلم (1)، عن محمد بن ميمون، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ستدعون إلى سبّي فسبوني، وتدعون إلى البراءة مني فمدوا الرقاب فاني على الفطرة.
وعن أبيه، عن هلال بن محمد الحفار، عن إسماعيل بن علي الدعبلي، عن علي بن علي أخي دعبل بن علي الخزاعي، عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) انه قال: انكم ستعرضون على سبي، فإن خفتم على أنفسكم فسبوني، ألا وإنكم ستعرضون على البراءة مني فلا تفعلوا فإني على الفطرة.
محمد بن الحسين الرضي في (نهج البلاغة) عن امير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: اما انه سيظهر عليكم بعدي رجل رحب البلعوم، مندحق البطن (1)، يأكل ما يجد، ويطلب ما لا يجد، فاقتلوه ولن تقتلوه، ألا وإنه سيأمركم بسبي، والبراءة مني، فأما السب فسبوني فانه لي زكاة، ولكم نجاة، وأما البراءة فلا تتبرأوا مني، فإني ولدت على الفطرة، وسبقت إلى الايمان والهجرة.
المصادر
نهج البلاغة 1: 101 | 56.
الهوامش
1- مندحق البطن: واسعها. (لسان العرب ـ دحق ـ 10: 95).
أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في (الاحتجاج) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في احتجاجه على بعض اليونان قال: وآمرك أن تصون دينك، وعلمنا الذي أودعناك، فلا تبد علومنا لمن يقابلها بالعناد (1)، ولا تفش سرنا إلى من يشنع علينا، وآمرك أن تستعمل التقية في دينك فإن الله يقول: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء الا ان تتقوا منهم تقاة) (2) وقد اذنت لكم في تفضيل أعدائنا إن ألجأك الخوف إليه وفي إظهار البراءة إن حملك الوجل عليه وفي ترك الصلوات (3) المكتوبات ان خشيت على حشاشة (4) نفسك الآفات والعاهات، فإن تفضيلك أعداءنا عند خوفك لا ينفعهم ولا يضرنا، وإن اظهارك براءتك منا عند تقيتك لا يقدح، فينا ولا ينقصنا، ولئن تبرأ منا ساعة بلسانك وانت موال لنا بجنانك، لتبقي على نفسك روحها التي بها قوامها، ومالها الذي به قيامها، وجاهها الذي به تمسكها، وتصون من عرف بذلك أولياءنا واخواننا، فإن ذلك أفضل من ان تتعرض للهلاك، وتنقطع به عن عمل في الدين، وصلاح اخوانك المؤمنين، وإياك ثم إياك أن تترك التقية التي أمرتك بها، فانك شائط بدمك ودماء إخوانك معرض لنعمتك ونعمتهم للزوال، ومذل لهم في أيدي اعداء دين الله، وقد أمرك الله باعزازهم، فانك ان خالفت وصيتي كان ضررك على إخوانك ونفسك أشد من ضرر الناصب لنا، الكافر بنا. ورواه العسكري في (تفسيره) عن آبائه، عن علي (عليهم السلام) مثله (5).
المصادر
الاحتجاج: 238.
الهوامش
1- في المصدر زيادة: ويقابلك من اهلها بالشتم واللعن، والتناول من العرض والبدن.
2- آل عمران 3: 28.
3- المراد ترك ما زاد على الايماء، لما تقدم في صلاة الخوف وغيره (منه. قده).
محمد بن مسعود العياشي في (تفسيره) عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبدالله (عليه السلام) ـ في حديث ـ انه قيل له: مد الرقاب أحب اليك ام البراءة من علي (عليه السلام)؟ فقال: الرخصة أحب إليّ، أما سمعت قول الله عزّ وجلّ في عمار: (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان) (1).
وعن عبدالله بن عجلان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: سألته فقلت له: ان الضحاك قد ظهر بالكوفة ويوشك ان ندعى إلى البراءة من علي (عليه السلام)، فكيف نصنع؟ قال: فابرأ منه، قلت: أيهما أحب اليك؟ قال: ان تمضوا على ما مضى عليه عمار بن ياسر، أخذ بمكة فقالوا له: ابرأ من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فبرأ منه فأنزل الله عزّ وجلّ عذره: (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان) (1).
وعن عبدالله بن يحيى (1)، عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنه ذكر أصحاب الكهف فقال: لو كلفكم قومكم ما كلفهم قومهم، فقيل له: وما كلفهم قومهم؟ فقال: كلفوهم الشرك بالله العظيم، فأظهروا لهم الشرك، وأسروا الايمان حتى جاءهم الفرج.
وعن درست، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: ما بلغت تقية أحد ما بلغت تقية أصحاب الكهف، إنهم كانوا يشدون الزنانير، ويشهدون الاعياد فآتاهم الله أجرهم مرتين.
المصادر
تفسير العياشي 2: 323 | 9، واورده عن الكافي في الحديث 1 من الباب 26 من هذه الابواب.
فخار بن معد الموسوي في كتاب (الحجة على الذاهب إلى تكفير أبى طالب) بإسناده إلى ابن بابويه، عن أبيه، عن الحسين بن أحمد المالكي، عن أحمد بن هلال، عن علي بن حسان، عن عمه عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبدالله (عليه السلام) ـ في حديث ـ ان جبرئيل (عليه السلام) نزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمد إن ربك يقرؤك السلام، ويقول لك: ان أصحاب الكهف أسروا الايمان وأظهروا الشرك، فآتاهم الله أجرهم مرتين، وإن أبا طالب أسر الايمان وأظهر الشرك فآتاه الله أجره مرتين، وما خرج من الدنيا حتى أتته البشارة من الله بالجنة.
وعن عبد الحميد بن التقي الحسيني، عن الشريف أبي علي الموضح، عن محمد بن الحسن العلوي، عن عبد العزيز بن يحيى الجلودي (1)، عن عبدالله بن أبي الصقر، عن الشعبي يرفعه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: كان والله أبو طالب عبد مناف بن عبد المطلب مؤمنا مسلماً، يكتم إيمانه مخافة على بني هاشم أن تنابذها قريش، ثم ذكر لعلي (عليه السلام) أبياتا في رثاء أبيه والدعاء له.
المصادر
الحجة على الذاهب: 24.
الهوامش
1- السند في المصدر هكذا: عبد العزيز بن يحيى الجلودي، عن احمد بن محمد العطار، عن ابو عمر حفص بن عمر بن الحرث النمري، عن عمر بن ابي زائدة.... إلى آخره.
وبإسناده عن ابن بابويه، عن محمد بن القاسم المفسر، عن يوسف بن محمد بن زياد، عن العسكري (عليه السلام) ـ في حديث ـ قال: إن أبا طالب كمؤمن آل فرعون يكتم إيمانه.
علي بن الحسين المرتضى في رسالة (المحكم والمتشابه) نقلا من تفسير النعماني بإسناده الآتي (1) عن علي (عليه السلام) قال: وأما الرخصة التي (صاحبها فيها بالخيار) (2)، فإن الله نهى المؤمن أن يتخذ الكافر وليا، ثم من عليه باطلاق الرخصة له عند التقية في الظاهر ـ إلى أن قال: ـ قال الله تعالى: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه) (3) فهذه رحمة تفضل الله بها على المؤمنين، رحمة لهم ليستعملوها عند التقية في الظاهر، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله يحب أن يؤخذ برخصه كما يحب أن يؤخذ بعزائمه.
المصادر
المحكم والمتشابه: 36.
الهوامش
1- يأتي في الفائدة الثانية | من الخاتمة برقم (52).
2- في المصدر: يعمل بظاهرها عند التقية ولا يعمل بباطنها.
محمد بن محمد المفيد في (الارشاد) قال: استفاض عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ستعرضون من بعدي على سبي فسبوني، فمن عرض عليه البراءة مني فليمدد عنقه، فإن برىء مني فلا دنيا له ولا آخرة.