محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، وعن أبي على الاشعري عن محمد بن حسان جميعا، عن محمد بن علي، عن محمد بن سنان، عن فرات بن أحنف، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: أيما مؤمن منع مؤمنا شيئا مما يحتاج إليه، وهو يقدر عليه، من عنده أو من عند غيره، أقامه الله يوم القيامة مسودا وجهه، مزرقة عيناه، مغلولة يداه إلى عنقه، فيقال: هذا الخائن الذي خان الله ورسوله، ثم يؤمر به إلى النار. ورواه الصدوق في (عقاب الاعمال) عن أبيه، عن سعد، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان مثله (1).
وبالإسناد عن ابن سنان، عن يونس بن ظبيان قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام): يا يونس من حبس حق المؤمن، أقامه الله عزّ وجلّ يوم القيامة خمسمأئة عام على رجليه، حتى يسيل عرقه أو دمه (1)، وينادي مناد من عند الله: هذا الظالم الذي حبس عن الله حقه، قال: فيوبخ أربعين يوما، ثم يؤمر به إلى النار. ورواه البرقي في (المحاسن) عن ابن سنان (2)، والذي قبله عن محمد بن علي. ورواه الصدوق في (عقاب الاعمال) عن محمد بن الحسن، عن محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي نحوه (3).
وبالإسناد عن ابن سنان، عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام): من كانت له دار فاحتاج مؤمن إلى سكناها فمنعه إياها قال الله عزّ وجلّ: ملائكتي ابخل عبدي على عبدي بسكنى الدنيا، وعزتي لا يسكن جناني ابدا.
الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن الصلت، عن أحمد بن محمد بن عقدة، عن أحمد بن يحيى، عن حسين بن محمد، عن أبيه، عن إسماعيل بن أبي خلف، عن صفوان بن مهران، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: أيما رجل أتاه رجل مسلم في حاجة، ويقدر على قضائها، فمنعه إياها، عيره الله يوم القيامة تعييرا شديدا، وقال له: أتاك أخوك في حاجة، قد جعلت قضاءها في يديك، فمنعته إياها زهدا منك في ثوابها؟ وعزتي وجلالي لا أنظر إليك في حاجة، معذبا كنت او مغفورا لك.
محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن شعيب بن واقد، عن الحسين بن زيد، عن الصادق، عن آبائه (عليهم السلام) ـ في حديث المناهي ـ قال: نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان يمنع احد الماعون جاره، وقال: من منع الماعون جاره منعه الله خيره يوم القيامة ووكله إلى نفسه، ومن وكله إلى نفسه فما أسوء حاله ـ إلى أن قال: ـ ومن احتاج اليه اخوه المسلم في قرض، وهو يقدر عليه فلم يفعل حرم الله عليه ريح الجنة ـ إلى أن قال: ـ ومن اكرم أخاه المسلم فإنما يكرم الله عزّ وجلّ.
المصادر
الفقيه 4: 8 ـ 9 | 1، واورد قطعة منه في الحديث 12 من الباب 7 من ابواب ما تجب فيه الزكاة.
وفي (عقاب الاعمال) عن محمد بن الحسن، عن محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن على الكوفي، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: أيما مؤمن حبس مؤمنا عن ماله، وهو محتاج إليه، لم يذقه الله من طعام الجنة، ولا يشرب من الرحيق المختوم.
وبإسناد تقدم في عيادة المريض (1) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ في آخر خطبة خطبها ـ قال: ومن شكى اليه أخوه المسلم فلم يقرضه، حرم الله عليه الجنة يوم يجزي المحسنين، ومن منع طالبا حاجته وهو يقدر على قضائها، فعليه مثل خطيئة عشار، فقام اليه مالك بن عوف، فقال: وما يبلغ من خطيئة عشار يا رسول الله؟ فقال: على العشار في كل يوم وليلة لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا.
المصادر
عقاب الاعمال: 341، واورد قطعة منه في الحديث 6 من الباب 22 من هذه الابواب، واخرى في الحديث 15 من الباب 7 من ابواب ما تجب فيه الزكاة، واخرى في الحديث 5 من الباب 6 من ابواب الدين.
الهوامش
1- تقدم في الحديث 9 من الباب 10 من ابواب الاحتضار.وتقدم ما يدل على المقصود في الباب 37 من هذه الابواب، وفي الحديث 15 من الباب 7 من ابواب ما تجب فيه الزكاة، وفي الحديث 8 من الباب 41 من ابواب الامر بالمعروف.