محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن عبدالله بن الحجاج (1)، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن محمد بن المنكدر كان يقول: ما كنت أظن (2) أن علي بن الحسين (عليه السلام) يدع خلقا أفضل منه، حتى رأيت ابنه محمد بن علي، فأردت أن أعظه فوعظني، فقال له أصحابه: بأي شيء وعظك؟ فقال: خرجت إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارة فلقيني أبو جعفر محمّد بن علي (عليه السلام)، وكان رجلا بادنا ثقيلا، وهو متكىء على غلامين أسودين أو موليين، فقلت في نفسي: سبحان الله شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة، على مثل هذه الحالة في طلب الدنيا، أما (3) لأعظنه، فدنوت منه فسلمت عليه، فرد علي بنهر (4)، وهو يتصاب عرقا فقلت: أصلحك الله شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة، على هذه الحال في طلب الدنيا، أرايت لو جاء أجلك وأنت على هذه الحال، فقال: لو جاءني الموت وأنا على هذه الحال، جاءني وأنا في طاعة من طاعة الله عزّوجلّ أكف بها نفسي وعيالي عنك وعن الناس، وإنما كنت أخاف لو أن جاءني الموت وأنا على معصية من (5) معاصي الله، فقلت: صدقت يرحمك الله، أردت أن أعظك فوعظتني.
المصادر
الكافي 5: 73 | 1، التهذيب 6: 325 | 894.
الهوامش
1- في المصدر: عبد الرحمن بن الحجاج.
2- في التهذيب: أرى (هامش المخطوط) وكذلك الكافي.
3- في التهذيب زيادة: أني (هامش المخطوط).
4- في نسخة: ببهر (هامش المخطوط) والبهر: تتابع النفس من التعب (الصحاح ـ بهر ـ 2: 598).
وعن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عبيدالله الدهقان، عن درست، عن عبد الاعلى مولى آل سام قال: استقبلت أبا عبدالله (عليه السلام) في بعض طرق المدينة، في يوم صائف شديد الحر فقلت: جعلت فداك حالك عند الله عزّوجلّ، وقرابتك من رسول الله (صلى الله عليه وآله). وأنت تجهد نفسك (1) في مثل هذا اليوم؟ فقال: يا عبد الاعلى خرجت في طلب الرزق، لأستغني (2) عن مثلك. ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب (3) وكذا الأول.
وعن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن إبن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أيوب أخي اديم بياع الهروي قال: كنا جلوسا عند أبي عبدالله (عليه السلام) إذ أقبل علاء بن كامل فجلس قدام أبي عبدالله (عليه السلام) فقال: ادع الله أن يرزقني في دعة، قال: لا أدعو لك، أطلب كما أمرك الله عزّوجلّ. ورواه الشيخ بإسناده عن الفضل بن شاذان مثله (1).
وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن موسى بن بكر قال: قال لي أبوالحسن موسى (عليه السلام): من طلب هذا الرزق من حله، ليعود به على نفسه وعياله، كان كالمجاهد في سبيل الله... الحديث.
المصادر
الكافي 5: 93 | 3، والتهذيب 6: 184 | 381، وأورده بتمامه في الحديث 2 من الباب 9، وقطعة منه في الحديث 2 من الباب من أبواب الدين، وذيله في الحديث 4 من الباب 46 من أبواب المستحقين للزكاة.
وعنهم، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن إبن أبي عمير، عن عبدالله بن المغيرة، عن ابن فضيل (1)، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من طلب الدنيا استعفافا (2) عن الناس، وسعيا (3) على أهله، وتعطفا على جاره، لقي الله عزّوجلّ يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر. ورواه الصدوق في (ثواب الاعمال) مرسلا نحوه (4). ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى (5) وكذا الّذي قبله.
وعنهم، عن سهل بن زياد، عن إبن محبوب، عن أبي خالد الكوفي رفعه عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): العبادة سبعون جزءا، أفضلها طلب الحلال. ورواه الشيخ بإسناده عن الحسن بن محبوب مثله (1).
وعنهم، عن سهل، عن الهيثم بن أبي مسروق، عن محمد بن عمر بن بزيع، عن محمد بن عائذ (1)، عن كليب الصيداوي قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السلام): ادع الله لي في الرزق فقد التأثت (2) عليّ اموري، فأجابني مسرعا: لا، اخرج فاطلب.
المصادر
الكافي 5: 79 | 11.
الهوامش
1- في نسخة: أحمد بن عائذ (هامش المخطوط).
2- التأثت: اختلطت وأبطأت. «الصحاح ـ لوث ـ 1: 291».
وعن أحمد بن عبدالله، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن صفوان، عن خالد بن نجيح قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام): أقرؤوا من لقيتم من أصحابكم السلام، وقولوا لهم: إن فلان بن فلان يُقرئكم السلام، وقولوا لهم: عليكم بتقوى الله، وما ينال به ما عند الله، إني والله ما آمركم إلا بما نأمر به أنفسنا، فعليكم بالجد والاجتهاد، وإذا صليتم الصبح فانصرفتم فبكروا في طلب الرزق واطلبوا الحلال، فان الله سيرزقكم ويعينكم عليه.
وعن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عمن ذكره، عن أبان، عن العلاء قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: أيعجز أحدكم أن يكون مثل النملة، فإن النملة تجر إلى جحرها.
وعن علي بن محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن ابراهيم بن محمد الثقفي، عن علي بن المعلى، عن القاسم بن محمد رفعه إلى أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قيل له: ما بال أصحاب عيسى (عليه السلام) كانوا يمشون على الماء، وليس ذلك في أصحاب محمد (صلّى الله عليه وآله)؟ فقال: إن أصحاب عيسى كفوا المعاش، وإن هؤلاء ابتلوا بالمعاش. محمد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن أبي عبدالله مثله (1).
وبإسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن علي بن إسماعيل، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إذا ضاق أحدكم فليعلم أخاه، ولا يعن على نفسه.
وعنه، عن بنان بن محمد، عن أبيه، عن ابن المغيرة، عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إذا أعسر أحدكم فليخرج، ولا يغمّ نفسه وأهله.
وفي (معاني الاخبار) عن أبيه، عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن مسلم، عن جعفر ابن محمد، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): العبادة سبعون جزء وأفضلها جزءا طلب الحلال. وفي (ثواب الاعمال) عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد بن يحيى بإسناده قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وذكر مثله (1).
وفي (الامالي) عن جعفر بن علي بن الحسن، عن أبيه (1)، عن جده عبدالله بن المغيرة، عن إسماعيل بن مسلم، عن الصادق جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من بات كالاً من طلب الحلال، بات مغفورا له.