محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عبدالله بن سنان، قال: سئل أبو عبدالله (عليه السلام) عن قاض بين قريتين، يأخذ من السلطان على القضاء الرزق، فقال: ذلك السحت. ورواه الصدوق بإسناده عن الحسن بن محبوب مثله، إلا أنه قال: ذلك سحت (1).
وعنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن بعض أصحابنا، عن العبد الصالح (عليه السلام) ـ في حديث طويل في الخمس، والأنفال، والغنائم ـ قال: والأرضون التي اخذت عنوة فهي موقوفة متروكة في يد من يعمرها ويحييها ـ ثم ذكر الزكاة، وحصة العمّال، إلى أن قال ـ ويؤخذ الباقي، فيكون بعد ذلك أرزاق أعوانه على دين الله، وفي مصلحة ما ينوبه من تقوية الاسلام، وتقوية الدين في وجوه الجهاد، وغير ذلك مما فيه مصلحة العامة ـ ثم قال: ـ إن الله لم يترك شيئا من الأموال إلا وقد قسّمه، فأعطى كل ذي حق حقه، الخاصة والعامة، والفقراء والمساكين، وكل صنف من صنوف الناس. ورواه الشيخ كما مر في محله (1).
المصادر
الكافي 1: 453 | 4.
الهوامش
1- مر في الحديث 8 من الباب 1 من ابواب قسمة الخمس والحديث 4 من الباب 1 من ابواب. الانفال والحديث 2 من الباب 41 من ابواب جهاد العدو.
وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن أخيه الحسن، عن زرعة، عن سماعة، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: الرشا في الحكم هو الكفر بالله. ورواه الشيخ بإسناده عن الحسين بن سعيد (1)، والذي قبله بإسناده عن علي بن إبراهيم مثله (2).
وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد ابن سنان، عن ابن مسكان، عن يزيد بن فرقد قال: سألت أبو عبدالله (عليه السلام) عن البخس، فقال: هو الرشا في الحكم. محمد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمد مثله، إلا أنه قال: عن السحت (1).
وبإسناده عن محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن أحمد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن، عن يوسف بن جابر، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): لعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) من نظر إلى فرج امرأة لا تحل له، ورجلا خان أخاه في امرأته، ورجلا احتاج الناس إليه لتفقهه، فسألهم الرشوة.
الحسن بن محمد الطوسي في (الامالي) عن أبيه، عن ابن مهدي، عن ابن عقدة، عن عبد الرحمن، عن أبيه، عن ليث، عن عطاء، عن جابر، عن النبي (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: هدية الامراء غلول.
محمد بن الحسين الرضي في (نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في عهد طويل، كتبه إلى مالك الاشتر، حين ولاه على مصر وأعمالها، يقول فيه: وأعلم أن الرعية طبقات (1): منها جنود الله، ومنها كتاب العامة والخاصة، ومنها قضاة العدل ـ إلى أن قال: ـ وكل قد سمى الله له سهمه، ووضعه على حده وفريضته ـ ثم قال: ـ ولكل على الوالي حق بقدر ما يصلحه ـ ثم قال: ـ واختر للحكم بين الناس أفضل رعيتك في نفسك، ممن لا تضيق به الامور ـ ثم ذكر صفات القاضي، ثم قال: ـ وأكثر تعاهد قضائه، وافسح له في البذل ما يزيح علته، وتقل معه حاجته إلى الناس، وأعطه من المنزلة لديك ما لا يطمع فيه غيره.
المصادر
نهج البلاغة 3: 99 | 53.
الهوامش
1- في المصدر زيادة: لا يصلح بعضها الا ببعض ولا غنى ببعضها عن بعض.