محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن عمران بن ميثم، أو صالح بن ميثم، عن أبيه، إن امرأة أقرت عند أميرالمؤمنين (عليه السلام) بالزنا أربع مرات، فأمر قنبرا فنادى بالناس فاجتمعوا، وقام أميرالمؤمنين (عليه السلام) فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس إن إمامكم خارج بهذه المرأة إلى هذا الظهر ليقيم عليها الحد إن شاء الله، فعزم عليكم أميرالمؤمنين لما خرجتم، وأنتم متنكرون، ومعكم أحجاركم لا يتعرف منكم أحد إلى أحد، فانصرفوا (1) إلى منازلكم إن شاء الله، قال: ثم نزل، فلما أصبح الناس بكرة خرج بالمرأة وخرج الناس معه متنكرين متلثمين بعمائمهم وبأرديتهم، والحجارة في أرديتهم وفي أكمامهم حتى انتهى بها والناس معه إلى الظهر بالكوفة، فأمر أن يحفر لها حفيرة ثم دفنها فيها، ثم ركب بغلته وأثبت رجله في غرز الركب، ثم وضع اصبعيه السبابتين في اذنيه، ونادى بأعلى صوته: أيها الناس، إن الله عهد إلى نبيه (صلى الله عليه وآله) عهدا عهده محمد (صلى الله عليه وآله) إليّ بأنّه لا يقيم الحد من لله عليه حد، فمن كان لله عليه مثل ماله عليها فلا يقيم عليها الحد، قال: فانصرف الناس يومئذ كلهم ما خلا أميرالمؤمنين والحسن والحسين (عليهم السلام)، فأقام هؤلاء الثلاثة عليها الحد يومئذ وما معهم غيرهم، قال: وانصرف يومئذ فيمن انصرف محمد بن أميرالمؤمنين (عليه السلام). وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن خلف بن حماد (2)، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، وذكر نحوه (3). ورواه الصدوق بإسناده إلى قضايا أميرالمؤمنين (عليه السلام) (4). ورواه الشيخ بإسناده عن الحسن بن محبوب (5). وبإسناده عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد (6). ورواه البرقيّ في (المحاسن) عن أبيه، عن عليّ بن أبي حمزة (7) مثله إلى قوله: ما خلا أمير المؤمنين (عليه السلام) (8).
وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عمن رواه عن أبي جعفر (عليه السلام) (1) قال: اتى أميرالمؤمنين (عليه السلام) برجل قد أقر على نفسه بالفجور، فقال أميرالمؤمنين (عليه السلام) لأصحابه: اغدوا غدا عليّ متلثّمين، فقال لهم: من فعل مثل فعله فلا يرجمه ولينصرف، قال: فانصرف بعضهم وبقي بعضهم، فرجمه من بقي منهم. ورواه الشيخ بإسناده عن علي بن إبراهيم مثله (2).
المصادر
الكافي 7: 188 | 2.
الهوامش
1- في الكافي والتهذيب زيادة: أو أبي عبدالله (عليه السلام).
وعن علي بن إبراهيم، عن أحمد بن محمد بن خالد ـ رفعه ـ إلى أميرالمؤمنين (عليه السلام) قال: أتاه رجل بالكوفة فقال: يا أميرالمؤمنين إني زنيت فطهرني، وذكر أنه أقر أربع مرات ـ إلى أن قال: ـ ثم نادى في الناس: يا معشر المسلمين اخرجوا ليقام على هذا الرجل الحد، ولا يعرفن أحدكم صاحبه، فأخرجه إلى الجبان، فقال: يا أمير المؤمنين، أنظرني اصلي ركعتين، ثم وضعه في حفرته واستقبل الناس بوجهه، ثم قال: معاشر المسلمين إن هذه (1) حقوق الله فمن كان لله في عنقه حق فلينصرف، ولا يقيم حدود الله من في عنقه (2) حد، فانصرف الناس وبقي هو والحسن والحسين، فرماه كل واحد ثلاثة أحجار فمات الرجل، فأخرجه أميرالمؤمنين (عليه السلام)، فأمر فحفر له وصلى عليه ودفنه.. الحديث. ورواه علي بن إبراهيم في (تفسيره) عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن أبي بصير ـ يعني: المرادي ـ عن أبي عبدالله (عليه السلام) نحوه (3).
محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن سعد بن طريف، عن الأصبغ ابن نباته ـ في حديث ـ أن رجلا أتى أميرالمؤمنين (عليه السلام) فأقر عنده بالزنا ثلاث مرات، فقال له: اذهب حتى نسأل عنك ـ إلى أن قال: ـ ثم عاد إليه، فقال الرجل: يا أميرالمؤمنين، إني زنيت فطهرني، فقال: إنك لو لم تأتنا لم نطلبك، ولسنا بتاركيك إذ لزمك حكم الله عز وجل، ثم قال: أيها (1) الناس، إنه يجزي من حضر منكم رجمه عمن غاب، فنشدت الله رجلا منكم يحضر غدا لما تلثم بعمامته حتى لا يعرف بعضكم بعضا، وأتوني بغلس حتى لا يبصر بعضكم بعضا، فانا لا ننظر في وجه رجل ونحن نرجم بالحجارة قال: فغدا الناس كما أمرهم قبل إسفار الصبح، فأقبل علي (عليه السلام) ثم قال: نشدت الله رجلا منكم لله عليه مثل هذا الحق أن يأخذ لله به، فانه لا يأخذ لله بحق من يطلبه الله بمثله، قال: فانصرف والله قوم ما يدرى (2) من هم حتى الساعة، ثم رماه بأربعة أحجار، ورماه الناس.
قال: وقال الصادق (عليه السلام): إن رجلا جاء إلى عيسى بن مريم (عليه السلام) فقال: يا روح الله إني زنيت فطهرني، فأمر عيسى (عليه السلام) أن ينادى في الناس أن لا يبقى أحد إلا خرج لتطهير فلان، فلما اجتمع الناس وصار الرجل في الحفيرة، نادى الرجل: لا يحدني من لله في جنبه حد، فانصرف الناس كلهم إلا يحيى وعيسى (عليهما السلام).. الحديث.