البحث
الرقم: 173
المشاهدات: 4464
قائمة المحتويات
ومن خطبة له عليه السلام
حمد الله الْحَمْدُ لله الَّذِي لاَ تُوَارِي (1) عَنْهُ سَمَاءٌ سَمَاءً، وَلاَ أَرْضٌ أَرْضاً.
يوم الشورى منها: وَقَالَ قَائِلٌ: إِنَّكَ يابْنَ أبِي طَالِبٍ عَلَى هذَا الْأَمْرِ لَحَرِيصٌ. فَقُلْتُ: بَلْ أَنْتُمْ وَاللهِ لِأَحْرَصُ وَأَبْعَدُ، وَأَنَا أَخَصُّ وَأَقْرَبُ، وَإِنَّمَا طَلَبْتُ حَقّاً لِي وَأَنْتُمْ تَحُولُونَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَتَضْرِبُونَ وَجْهِي (2) دُونَهُ، فَلَمَّا قَرَّعْتُهُ بِالْحُجَّةِ ضربه بها.">(3) فِي الْملاءِ الْحَاضِرِينَ هَبَّ الغضب.">(4) كَأَنَّهُ بُهِتَ لاَ يَدْرِي مَا يُجِيبُنِي بِهِ! الاستنصار على قريشاللَّهُمَّ إنَّي أَسْتَعْدِيكَ عَلى قُرَيْشٍ وَمَنْ أَعَانَهُمْ! فَإِنَّهُمْ قَطَعُوا رَحِمِي، وَصَغَّرُوا عَظِيمَ مَنْزِلَتِي، وَأَجْمَعُوا عَلَى مُنَازَعَتِي أَمْراً هُوَ لِي. ثُمَّ قَالُوا: أَلاَ إنَّ فِي الْحَقِّ أَنْ تَأْخُذَهُ، وَفِي الْحَقِّ أَنْ تَتْرُكَهُ.منها في ذكر أصحاب الجملفَخَرَجُوا يَجُرُّونَ حُرْمَةَ رَسُولِ اللهِ ـ صَلَّي اللّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ـ كَمَا تُجَرُّ الْأُمَةُ عِنْدَ شِرَائِهَا، مُتَوَجِّهِينَ بِهَا إِلَى الْبَصْرَةِ، فَحَبَسَا نِسَاءَ هُمَا فِي بُيُوتِهِمَا، وَأَبْرَزَا حَبِيس وام المؤمنين كانت محبوسة لرسول الله لا يجوز لأحد أن يمسّها بعده كأنها في حياته.">(5) رَسُولِ اللهِ ـ صَلَّي اللّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ـ لَهُمَا َلِغَيْرِهِمَا، فِي جَيْشٍ مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلاَّ وَقَدْ أَعْطَانِي الطَّاعَةَ، وَسَمَحَ لِي بِالْبَيْعَةِ، طَائِعاً غَيْرَ مُكْرَهٍ، فَقَدِمُوا عَلَى عَامِلِي بِهَا وَخُزَّانِ (6) بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِهَا، فَقَتَلُوا طَائِفَةً صَبْراً القتل صبراً: أن تحبس الشخص ثم ترميه حتى يموت.">(7)، وَطَائِفَةً غَدْراً. فَوَ اللهِ لَوْ لَمْ يُصِيبُوا مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلاَّ رَجُلاً وَاحِداً مُعْتَمِدِينَ (8) لِقَتْلِهِ، بِلاَ جُرْمٍ جَرَّهُ، لَحَلَّ لي قَتْلُ ذلِكَ الْجَيْشِ كُلِّهِ، إِذْ حَضَرُوهُ فَلَمْ يُنْكِرُوا، وَلَمْ يَدْفَعُوا عَنْهُ بِلِسَانٍ وَلاَ يَدٍ. دَعْ مَا أَنَّهُمْ قَدْ قَتَلُوا مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِثْلَ الْعِدَّةِ الَّتِي دَخَلُوا بِهَا عَلَيْهِمْ!
الهوامش
1- لا تُوَارِي: لا تَحْجُب.
2- ضَرْبَ الوجه: كناية عن الرد والمنع.
3- قرعته بالحجة: من قرعه بالعصا ضربه بها.
4- هَبّ: من هبيب التيس أي صياحه، أي كان يتكلم بالمهمل مع سرعة حمل عليها الغضب.
5- حَبيس: فعيل بمعنى مفعول يستوي فيه المذكر والمؤنث، وام المؤمنين كانت محبوسة لرسول الله لا يجوز لأحد أن يمسّها بعده كأنها في حياته.
7- القتل صبراً: أن تحبس الشخص ثم ترميه حتى يموت.
|