الرسالة ٥٥: إلى معاوية
المسار الصفحة الرئيسة » نهج البلاغة » الكتب » الرسالة ٥٥: إلى معاوية

 البحث  الرقم: 297  المشاهدات: 3323
قائمة المحتويات ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية
أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ قَدْ جَعَلَ الدُّنْيَا لِمَا بَعْدَهَا، وَابْتَلَى فِيهَا أَهْلَهَا، لِيَعْلَمَ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً، وَلَسْنَا لِلدُّنْيَا خُلِقْنَا، وَلاَ بِالسَّعْيِ فِيهَا أُمِرْنَا، وَإِنَّمَا وُضِعْنَا فِيها لِنُبْتَلَى بِهَا، وَقَدِ ابْتَلاَنِي اللهُ بِكَ وَابْتَلاَكَ بِي: فَجَعَلَ أَحَدَنَا حُجَّةً عَلَى الْآخَرِ، فَعَدَوْتَ (1) عَلَى الدُّنْيَا بَتَأْوِيلِ الْقُرْآنِ، فَطَلَبْتَنِي بِمَا لَمْ تَجْنِ يَدِي وَلاَ لِسَانِي، وَعَصَيْتَهُ أَنْتَ وأَهْلُ الشَّامِ بِي، وَأَلَّبَ (2) عَالِمُكُمْ جَاهِلَكُمْ، وَقَائِمُكُمْ قَاعِدَكُمْ، فَاتَّقِ اللهَ فِي نَفْسِكَ، وَنَازِعِ الشَّيْطَانَ قِيَادَكَ (3)، وَاصْرِفْ إِلَى الْآخِرَةِ وَجْهَكَ، فَهِيَ طَرِيقُنَا وَطَرِيقُكَ.
وَاحْذَرْ أَنْ يُصِيبَكَ اللهُ مِنْهُ بِعَاجِلِ قَارِعَةٍ (4) تَمَسُّ الْأَصْلَ (5)، وَتَقْطَعُ الدَّابِرَ (6)، فَإِنِّي أُولِي لَكَ بِاللهِ أَلِيَّةً (7) غَيْرَ فَاجِرَةٍ، لَئِنْ جَمَعَتْنِي وَإِيَّاكَ جَوَامِعُ الْأَقْدَارِ لاَ أَزَالُ بِبَاحَتِكَ وزناً
ومعنى.">(8)﴿حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ﴾.

الهوامش

1- عَدَوْت: أي وثبت.
2- ألّب ـ بفتح الهمزة وتشديد اللام ـ أي: حرّض.
3- القِياد ـ بالكسر ـ: الزمام. ونازعه القِياد: إذا لم يسترسل معه.
4- القارعة: البلية والمصيبة.
5- تمسّ الاصل: أي تصيبهـ فتقلعه.
6- الدابر: هوالآخر.
7- أولي ألية: أي احلف بالله حلفة غير حانثة.
8- الباحة: كالساحة وزناً ومعنى.



الفهرسة