الخطبة ٨٨: وفيها بيان للاسباب التي تهلك الناس
المسار الصفحة الرئيسة » نهج البلاغة » الخطب » الخطبة ٨٨: وفيها بيان للاسباب التي تهلك الناس

 البحث  الرقم: 89  المشاهدات: 4003
قائمة المحتويات ومن خطبة له عليه السلام وفيها بيان للاسباب التي تهلك الناس
أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللهَ سُبْحانَهُ لَمْ يَقْصِمْ يُهْلِك
، وحدّ القصم الكسر.">(1) جَبَّارِي دَهْرٍ قَطُّ إِلاّ بَعْدَ تَمْهِيلٍ وَرَخَاءٍ، وَلَمْ يَجْبُرْ عَظْمَ (2) أَحَدٍ مِنَ الْأُمَمِ إِلاَّ بَعْدَ أَزْلٍ (3) وَبَلاَءٍ، وَفِي دُونِ مَا اسْتَقْبَلْتُمْ مِنْ عِتْبٍ (4) وَاسْتَدْبَرْتُمْ مِنْ خَطْبٍ مُعْتَبَرٌ! وَمَا كُلُّ ذِي قَلْبٍ بَلَبِيبٍ، وَلاَ كُلُّ ذِي سَمْعٍ بِسَمِيعٍ، وَلاَ كُلُّ نَاظِرٍ بِبَصِيٍر.
فَيَا عَجَباً! وَمَا لِيَ لاَ أَعْجَبُ مِنْ خَطَإِ هذِهِ الْفِرَقِ عَلَى اختِلاَفِ حُجَجِهَا فِي دِينِهَا! لاَ يَقْتَصُّونَ أَثَرَ نَبِيٍّ، وَلاَيَقْتَدُونَ بَعَمَلِ وَصِيٍّ، وَلاَ يُؤْمِنُونَ بَغَيْبٍ، وَلاَ يَعِفُّونَ جهل
ونقص.">(5) عَنْ عَيْبٍ، يَعْمَلُونَ فِي الشُّبُهَاتِ، وَيَسِيرُونَ فِي الشَّهَوَاتِ، الْمَعْرُوفُ فِيهمْ مَا عَرَفُوا، وَالْمُنْكَرُ عِنْدَهُمْ مَا أَنْكَرُوا، مَفْزَعُهُمْ فِي الْمُعْضِلاَتِ إِلَى أَنْفُسِهمْ، وَتَعْوِيلُهُمْ فِي الْمُهِمَّاتِ عَلَى آرَائِهِمْ، كَأَنَّ كُلَّ امْرِىءٍ مِنْهُمْ إِمَامُ نَفْسِهِ، قَدْ أَخَذَ مِنْهَا فِيَما يَرَى بَعُرىً ثِقَاتٍ، وأَسْبَابٍ مُحْكَمَاتٍ.

الهوامش

1- يَقصِم: يُهْلِك، وحدّ القصم الكسر.
2- جَبِرَ العظمَ: طيّبَه بعد الكسر حتى يعود صحيحاً.
3- الازْل ـ بفتح الهمزة وسكون الزاي ـ: الشدّة.
4- العَتْبـبسكون التاءـ يريد منه عتب الزمان، مصدر (عتب عليه) إذا وجد عليه.
5- ولا يَعِفّون ـ بكسر العين وتشديد الفاء ـ: من «عَفَفْت عن الشيء» إذا كففت عنه، أي يستحسنون ما بدالهم استحسانه، ويستقبحون ما خطر لهم قبحه بدون رجوع إلى دليل بيّن، أوشريعة واضحة، يثق كل منهم بخواطر نفسه، كأنه أخذ منها بالعروة الوثقى على ما بها من جهل ونقص.



الفهرسة