الرسالة ٧١: إلى المنذر بن الجارود العَبْدي
المسار الصفحة الرئيسة » نهج البلاغة » الكتب » الرسالة ٧١: إلى المنذر بن الجارود العَبْدي

 البحث  الرقم: 313  المشاهدات: 3756
قائمة المحتويات ومن كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود العَبْدي وقد خان في بعض ما ولاّه من أعماله
أَمَّا بَعْدُ،
فَإِنَّ صَلاَحَ أَبِيكَ غَرَّنِي مِنْكَ، وَظَنَنْتُ أَنَّكَ تَتَّبِعُ هَدْيَهُ (1)، وَتَسْلُكُ سَبِيلَهُ، فَإِذَا أَنْتَ فِيَما رُقِّي َ (2) إِلَيَّ عَنْكَ لاَتَدَعُ لِهَوَاكَ انْقِيَاداً، وَلَاتُبْقِي لِآخِرَتِكَ عَتَاداً (3)، تَعْمُرُ دُنْيَاكَ بَخَرَابِ آخِرَتِكَ، وَتَصِلُ عَشِيرَتَكَ بِقَطِيعَةِ دِينِكَ.
وَلَئِنْ كَانَ مَا بَلَغَنِي عَنْكَ حَقّاً، لَجَمَلُ أَهْلِكَ وَشِسْعُ (4) نَعْلِكَ خَيْرٌ مِنْكَ، وَمَنْ كَانَ بِصِفَتِكَ فَلَيْسَ بِأَهْلٍ أَنْ يُسَدَّ بِهِ ثَغْرٌ، أَوْ يُنْفَذَ بِهِ أَمْرٌ، أَوْ يُعْلَى لَهُ قَدْرٌ، أَوْ يُشْرَكَ فِي أَمَانَة، أَوْ يُؤْمَنَ عَلَى خِيَانَة (5). فَأقْبِلْ إِلَيَّ حِينَ يَصِلُ إِلَيْكَ كِتَابِي هذَا إِنْ شَاءَ اللهُ.

قال الرضي: وَالمنذر بن الجارود هذا هو الذي قال فيه أميرالمؤمنين عليه السلام: إنه لنظّارٌ في عِطْفَيْهِ (6)، مُختالٌ في بُرْدَيْه (7)، تَفّالٌ في شِرَاكَيْهِ (8).

الهوامش

1- الهَدْي ـ بفتح فسكون ـ: الطريقة والسيرة.
2- رُقيَ إليّ: رُفع وأُنهي إليّ.
3- العَتاد ـ بالفتح ـ: الذَخِيرة المُعَدة لوقت الحاجة.
4- الشِسْع ـ بالكسر ـ: سِيرٌ بين الإصبع الوسطى والتي تليها في النعل العربي، كأنه زمام ويسمى قِبالاًـ ككتاب.
5- جِبَايَه: أي تحصيل أموال الحراج ونحوه. عمل من أعمال الولة.
6- نَظّار: كثير النظر. والعِطْف ـ بالكسر ـ: الجانب، أي كثير النظر في جانبيه عُجْباً وخُيلاء.
7- البُرْدَانِ: تثنية بُرْد بضم الباء، وهو ثوب مخطّط، والمُختال: المُعجَب.
8- الشِرَاكانِ: تثنية شِراك ككتاب، وهو سِير النعْل كله، وتَفّال: كثير التَفَل، والتّفَلُ ـ بالتحريك ـ: البُصاق، وإنما يفعله المعجب بشراكيه ليذهب عنهما الغبارالوسخ، يتفل فيهما ثم يمسحهما ليعودا كالجديدين.



الفهرسة