الرسالة ٤٦: إلى بعض عمّاله
المسار الصفحة الرئيسة » نهج البلاغة » الكتب » الرسالة ٤٦: إلى بعض عمّاله

 البحث  الرقم: 288  المشاهدات: 4041
قائمة المحتويات ومن كتاب له عليه السلام إلى بعض عمّاله
أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّكَ مِمَّنْ أَسْتَظْهِرُ (1) بِهِ عَلَى إِقَامَةِ الدِّينِ، وَأَقْمَعُ (2) بِهِ نَحْوَةَ (3) الْأَثِيمِ (4)، وَأَسُدُّ بِهِ لَهَاةَ الحلق، قرنها بالثغر تشبيهاً له بفم الانسان.">(5) الثَّغْرِ يظن
طروق الأعداء له على الحدود.">(6) الْمَخُوفِ المَخُوف: الذي يخشى جانبه ويرهب.">(7).
فَاسْتَعِنْ بِاللهِ عَلَى مَا أَهَمَّكَ، وَاخْلِطِ الشِّدَّةَ بِضِغْثٍ (8) مِنَ اللِّينِ، وَارْفُقْ مَا كَانَ الرِّفْقُ أَرْفَقَ، وَاعْتَزِمْ بِالشِّدَّةِ حِينَ لاَ تُغْنِي عَنْكَ إِلاَّ الشِّدَّةُ، وَاخْفِضْ لِلرَّعِيَّةِ جَنَاحَكَ، وَابْسِطْ لَهُمْ وَجْهَكَ وَأَلِنْ لَهُمْ جَانِبَكَ، وَآسِ (9) بَيْنَهُمْ فِي اللَّحْظَةِ وَالنَّظْرَةِ، وَالْإِشَارَةِ وَالتَّحِيَّةِ، حَتَّى لاَ يَطْمَعَ الْعُظَمَاءُ فِي حَيْفِكَ (10)، وَلاَ يَيْأَسَ الضُّعَفَاءُ مِنْ عَدْلِكَ، وَالسَّلاَمُ.

الهوامش

1- أستظهر به: أستعين به.
2- واقمع: أي اكسر.
3- النخوة ـ بالفتح ـ: الكِبْر.
4- الأثيم: فاعل الخطايا والآثام.
5- اللهاة: قطعة لحم مدلاة في سقف الفم على باب الحلق، قرنها بالثغر تشبيهاً له بفم الانسان.
6- الثَغْر: المكان الذي يظن طروق الأعداء له على الحدود.
7- المَخُوف: الذي يخشى جانبه ويرهب.
8- ضِغْث: خَلْط، أي شيء تخلط به الشدة باللين.
9- آس: أي شارك بينهم واجعلهم سواء.
10- حتى لا يطمع العظماء في حيفك: أي حتى لايطمعوا في أن تمالئهم على هضم حقوق الضعفاء، وقد تقدم مثل هذا.



الفهرسة