غريب كلامه ٩: كنا إذا احمر البأس اتقينا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلم يكن أحد منا أقرب إلى العدو منه.
المسار الصفحة الرئيسة » نهج البلاغة » غريب كلامه » غريب كلامه ٩: كنا إذا احمر البأس اتقينا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلم يكن أحد منا أقرب إلى العدو منه.

 البحث  الرقم: 807  المشاهدات: 12139
قائمة المحتويات وفي حديثه عليه السلام:
كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَّا أَقْرَبَ إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ.

ومعنى ذلك: أنه إذا عَظُم الخوفُ من العدو واشتد عِضَاضُ الحربِ (1) فَزِعَ المسلمون فَزِع
المسلمون: لجؤوا إلى طلب رسول الله ليقاتل بنفسه.">(2) إلى قتال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه، فينزل الله عليهم، النصر به ويأمنون ما كانوا يخافونه بمكانه. وقوله: «إذَا احمّر البأس» كناية عن اشتداد الأَمر، وقد قيل في ذلك أقوال أحسَنُها: أنه شبّه حَمْيَ (3) الحرب بالنار التي تجمع الحرارة والحمرة بفعلِها ولونها، وممّا يقوي ذلك قول الرسول صلى الله عليه وآله، وقد رأى مُجْتَلَدَ (4) الناس يوم حُنين وهي حرب هوازنَ: «الآن حَمِيَ الوَطِيسُ» فالوطيسُ: مستوقَدُ النار، فشبه رسول الله صلى الله عليه وآله ما استحرّ القتال.">(5) من جلاد القوم باحتدامِ النار وشدةِ التهابها. انقضى هذا الفصل، ورجعنا إلى سنن الغرض الأَول في هذا الباب.

الهوامش

1- العِضاض ـ بكسر العين ـ: أصله عضّ الفرس، مجاز عن إهلاكها للمتحاربين.
2- فَزِع المسلمون: لجؤوا إلى طلب رسول الله ليقاتل بنفسه.
3- الحَمْيُ ـ بفتح فسكون ـ: مصدر حَمِيَت النار: اشتدّ حرّها.
4- مُجْتَلَد ـ مصدر ميمي من الاجتلاد ـ أي: الاقتتال.
5- اسْتَحرّ: اشتدّ، والجِلاد: القتال.



الفهرسة