محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبدالله (عليه السلام) إن أمير المؤمنين (عليه السلام) بعث إلى رجل بخمسة أوساق من تمر البغيبغة (1) وكان الرجل ممن يرجو نوافله، ويؤمل نائله ورفده، وكان لا يسأل عليا (عليه السلام) ولا غيره شيئا، فقال رجل لأمير المؤمنين (عليه السلام): والله ما سألك فلان ولقد كان يجزيه من الخمسة أوساق (2) وسق واحد، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): لا كثر الله في المؤمنين ضربك، اُعطي أنا وتبخل أنت، لله أنت، إذا أنا لم أعط الذي يرجوني إلا من بعد المسألة ثم أعطيته بعد المسألة فلم أعطه الا ثمن ما أخذت منه، وذلك لاني عرضته أن يبذل لي وجهه الذي يعفره في التراب لربي وربه عند تعبده له وطلب حوائجه إليه، فمن فعل هذا بأخيه المسلم وقد عرف أنه موضع لصلته ومعروفه فلم يصدق الله عزّ وجلّ في دعائه له، حيث يتمنى له الجنة بلسانه ويبخل عليه بالحطام من ماله، وذلك إن العبد قد يقول في دعائه: «اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات» فإذا دعا لهم (3) بالمغفرة فقد طلب لهم الجنة، فما أنصف من فعل هذا بالقول ولم يحققه بالفعل. ورواه الصدوق بإسناده عن مسعدة بن صدقة نحوه (4).
منابع
الكافي 4: 22 | 1.
پاورقي ها
1- كذا في هامش المخطوط عن نسخة من الفقيه، وكان في الاصل «البغبغية» وفي النسخة المخطوط: «المعنيعة».