استشهد إمامُ المتقين وأميرُ المؤمنين (عليه السلام) في ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة أربعين بعد الهجرة مقارناً لطلوع الفجر عن 63 سنة بحار الأنوار: 95 / 196">(1)، ففي العشرين من هذا الشهر ظهرت آثارُ السمّ على رجلي أمير المؤمنين (عليه السلام) وورمت رجلاه (2)، وفي ليلة الحادي والعشرين منه ظهر السمُّ على جسمه كله، فجمع أبناءه وأسرته، وأوصاهم وودعهم، وما طعم تلك الليلة ولاشرِب، وهو مستغرق في التسبيح والعرق يتصبب عنه وهو يمسحه بيده المباركة. قال لابنه الحسن (عليه السلام): "أوصيك بأخيك الحسين وسائر إخوتك"، وأوصى بنيه الآخرين بطاعة الحسنين (عليهما السلام) وقال لهم: "أكرمكم الله الصبرَ الجميل، الليلة أُفارقكم وألتحق بحبيبي محمّد المصطفى (صلى الله عليه وآله) على ما وعدني"، وارتفع بكاءُ أهل البيت (عليهم السلام)، وعندها أبان للحسن (عليه السلام) ما يتعلق بتغسيله وتكفينه والصلاة عليه ومحلّ دفنه، وحدّث الحسينَ وزينبَ (عليهما أزكى السلام) بحديث كربلاء وما يجري عليهما من الحوادث والمصائب والنوائب. وبعد توديع الجميع مدّد يديه ورجليه نحو القبلة، وقال: "أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله"، وأغمض عينيه وتبارك به الفردوس الأعلى. وعلا البكاءُ والنحيب في داره، ولمّا علم أهلُ الكوفة تعالى البكاءُ والنحيب في كلّ مكان منها، وكان يوماً كاليومِ الذي مضى فيه رسولُ الله (صلى الله عليه وآله) من الدنيا. وهذه الليلة هي الليلة التي مات فيها أوصياءُ النبيين (عليهم السلام)، ففيها رُفع المسيح عيسى بن مريم (عليه السلام) إلى السماء، وفيها توفّي موسى بن عمرانوقُتليوشع بن نون (عليهما السلام)أمالي الصدوق: 397؛ المصباح للكفعمي: 2 / 599">(3). شهادة الإمام علي؛ وصية الإمام علي؛ توديع الإمام علي؛ رفع عيسى إلى السماء؛ وفاة موسى بن عمران؛ قتل يوشع بن نون