مسير
خانه »
نهج البلاغه »
خطبه ها »
الخطبة ١٠٦: وفيها يبيّن فضل الاسلام ويذكر الرسول الكريم ثمّ يلوم أصحابه
جستجو
شماره: 107
بازديدها: 1539
فهرست
ومن خطبة له عليه السلام وفيها يبيّن فضل الاسلام ويذكر الرسول الكريم ثمّ يلوم أصحابه دين الاسلامالْحَمْدُ للهِ الَّذِي شَرَعَ الْإِسْلاَمَ فَسَهَّلَ شَرَائِعَهُ لِمَنْ وَرَدَهُ، وَأَعَزَّ أَرْكَانَهُ عَلَى مَنْ غَالَبَهُ، فَجَعَلَهُ أَمْناً لِمَنْ عَلِقَهُ (1) ، وَسِلْماً لِمَنْ دَخَلَهُ، وَبُرْهَاناً لِمَنْ تَكَلَّمَ بِهِ، وَشَاهِداً لِمَنْ خَاصَمَ بِهِ، وَنُوراً لِمَنِ اسْتَضَاءَ بِهِ، وَفَهْماً لِمَنْ عَقَلَ، وَلُبّاً لَمِنْ تَدَبَّرَ، وَآيَةً لِمَنْ تَوَسَّمَ، وَتَبْصِرَةً لِمَنْ عَزَمَ، وَعِبْرَةً لِمَنِ اتَّعَظَ، وَنَجَاةً لِمَنْ صَدَّقَ ، وَثِقَةً لِمَنْ تَوَكَّلَ، وَرَاحَةً لِمَنْ فَوَّضَ، وَجُنَّةً (2) لِمَنْ صَبَرَ . فَهُوَ أبْلَجُ الْمَنَاهجِ (3) وَاضِحُ الْوَلاَئِجِ (4) ، مُشْرَفُ الْمَنَارِ (5) ، مُشْرِقُ الْجَوَادِّ (6) ، مُضِيءُ الْمَصَابِيحِ، كَرَيمُ الْمِضْمارِ كريم المِضْمار: أي إذا سُوبِق سَبَقَ.">(7)، رَفِيعُ الْغَايَةِ، جَامِعُ الْحَلْبَةِ (8) ، مُتَنَافِسُ السُّبْقَةِ (9) ، شَرِيفُ الْفُرْسَانِ. التَّصْدِيقُ مِنْهَاجُهُ، وَالصَّالِحَاتُ مَنَارُهُ، وَالْمَوْتُ غَايَتُهُ، وَالدُّنْيَا مِضْمارُهُ، وَالْقِيَامَةُ حَلْبَتُهُ، وَالْجَنَّةُ سُبْقَتُهُ. منها في ذكر النبي صلى الله عليه وآلهحَتَّى أَوْرَى (10) قَبَساً لِقَابِسٍ (11) ، وَأَنَارَ عَلَماً لِحَابِسٍ (12) ، فَهُوَ أَمِينُكَ الْمَأْمُونُ، وَشَهِيدُكَ يَوْمَ الدِّينِ ، وَبَعِيثُكَ مبعوثك .">(13) نِعْمةً، وَرَسُولُكَ بِالْحقِّ رَحْمَةً.
اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَهُ مَقْسَماً
(14) مِنْ عَدْلِكَ، وَاجْزِهِ مُضَعَّفَاتِ الْخَيْرِ مِنْ فَضْلِكَ. اللَّهُمَّ أَعْلِ عَلَى بَنَاءِ الْبَانِينَ بَنَاءَهُ،
وَأَكْرِمْ لَدَيْكَ نُزُلَهُ
(15) ، وَشَرِّفْ عِنْدَكَ مَنْزِلَهُ، وَآتِهِ الْوَسِيلَةَ، وَأَعْطِهِ السَّنَاءَ
(16) وَالْفَضِيلَةَ، وَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِ غَيْرَ خَزَايَا
(17) ، وَلاَ
نَادِمِينَ ، وَلاَ نَاكِبِينَ
(18) ، وَلاَ نَاكِثِينَ
(19) ، وَلاَ
ضَالِّينَ ، وَلَا مُضِلِّينَ وَلاَ مَفْتُونِينَ.
قال الشريف: وقد مضى هذا الكلام فيما تقدم، إلاّ أنّنا كرّرناه هاهنا لما في الروايتين من الاختلاف.
منها في خطاب أصحابهوَقَدْ بَلَغْتُمْ منْ كَرَامَةِ اللهِ تَعَالَى لَكُمْ مَنْزِلَةً تُكْرَمُ بِهَا إِمَاؤُكُمْ، وَتُوصَلُ بِهَا جِيرَانُكُمْ، وَيُعَظِّمُكُمْ مَنْ لاَ فَضْلَ لَكُمْ عَلَيهِ، وَلاَ يَدَ لَكُمْ عِنْدَهُ، وَيَهَابُكُمْ مَنْ لاَ يَخَافُ لَكُمْ سَطْوَةً، وَلاَ لَكُمْ عَلَيْهِ إِمْرَةٌ. وَقَدْ تَرَوْنَ عُهُودَ اللهِ مَنْقُوضَةً فَلاَ تَغْضَبُونَ! وَأَنْتُمْ لِنَقْضِ ذِمَمِ آبَائِكُمْ تَأْنَفُونَ! وَكَانَتْ أَمُورُ اللهِ عَلَيْكُمْ تَرِدُ، وَعَنْكُمْ تَصْدُرُ، وَإِلَيْكُمْ تَرْجِعُ، فَمَكَّنْتُمُ الظَّلَمَةَ مِنْ مَنْزِلَتِكُمْ، وَأَلْقَيْتُمْ إِلَيْهِمْ أَزِمَّتَكُمْ، وَأَسْلَمْتُمْ أُمُورَ اللهِ فِي أَيْدِيهمْ، يَعْمَلُونَ بِالشُّبُهَاتِ، وَيَسِيرُونَ في الشَّهَوَاتِ ، وَايْمُ اللهِ، لَوْ فَرَّقُوكُمْ تَحْتَ كُلِّ كَوْكَبٍ، لَجَمَعَكُمُ اللهُ لِشَرِّ يَوْمٍ لَهُمْ!
پاورقي ها
1- عَلِقَهُ ـ كَعَلِمَه ـ: تعلّق به.
2- الجُنّة ـ بضم الجيم ـ: الوقاية والصّوْن.
3- أبْلَجُ المَنَاهِجِ: أشد الطرق وضوحاً وأنْوَرُها.
4- الوَلائج: جمع وَلِيجة وهي الدخيلة والمذهب.
5- مُشْرَف ـ بفتح الراء ـ: من اشرف، والمراد به هنا المكان ترتفع عليه فتطّلع من فوقه على شيء. ومنار الدين: دلائله من العمل الصالح.
6- الجَوَادّ ـ جمع جادة ـ: وهي الطريق الواضح.
7-
كريم المِضْمار: أي إذا سُوبِق سَبَقَ.
8- الحَلْبَة: خيل تجمع من كل صَوْب للنصرة، والإسلام جامعها يأتي إليه الكرائم والعِتاق.
9- السُبْقَة ـ بالضم ـ: جزاء السابقين.
11- القَبَس ـ بالتحريك ـ: الشّعلة من النار تُقْتَبَسُ من مُعْظَم النار. والقابِسُ: اَخِذُ النار من النار.
12- الحَابِس: من حَبَسَ نَاقَتَهُ وَعَقَلَها حَيْرَةً منه لا يدري كيف يهتدي فيقف عن السير. وأنار له علماً: أي وضع له ناراً في رأس جبل ليستنقذه من حَيْرَته.
14- المَقْسم ـ كمقعد ومِنْبر ـ: النصيب والحظ.
15- النّزُل ـ بضمتين ـ ما هُيِّىء للضيف لينزل عليه.
16- السّناء ـ كسَحاب ـ: الرفعة.
17- خزايا: جمع خَزْيان، من «خَزِيَ» إذا خجل من قبيح ارتكبه.
18- ناكِبين: عادلين عن طريق الحق.
19- ناكثين: ناقضين للعهد.