جستجو
شماره: 125
بازديدها: 1278
فهرست
ومن كلام له عليه السلام في حثّ أصحابه على القتال فَقَدِّمُوا الدَّارِعَ (1)، وَأَخِّرُوا الْحَاسِرَ (2)، وَعَضُّوا عَلَى الْأَضْرَاسِ فَإِنَّهُ أَنْبَى (3) لِلسُّيُوفِ عَنِ الْهَامِ (4)، وَالْتَوُوا (5) فِي أَطْرَافِ الرِّمَاحِ فَإِنَّهُ أَمْوَرُ (6) لِلْأَسِنَّةِ، وَغُضُّوا الْأَبْصَارَ فَإِنَّهُ أَرْبَطُ لَلْجَأْشِ وَأسْكَنُ لِلْقُلُوبِ، وَأَمِيتُوا الْأَصْوَاتَ فَإِنَّهُ أطْرَدُ لِلْفَشَلِ. وَرَايَتَكُمْ فَلاَ تُمِيلُوهَا وَلاَ تُخِلُّوهَا، وَلاَ تَجْعَلُوهَا إِلاَّ بِأَيْدِي شُجْعَانِكُمْ، وَالمَانِعِينَ الذِّمَارَ (7) مِنْكُمْ، فَإِنَّ الصَّابِرِينَ عَلَى نُزُولِ الْحَقَائِقِ (8) هُمُ الَّذِينَ يَحُفُّونَ بِرَايَاتِهمْ (9)، وَيَكْتَنِفُونَهَا (10): حفَافَيْهَا (11)، وَوَرَاءَهَا، وَأَمَامَهَا، لاَ يَتَأَخَّرُونَ عَنْهَا فَيُسْلِمُوهَا، وَلاَ يَتَقَدَّمُونَ عَلَيْهَا فَيُفْرِدُوهَا. أَجْزَأَ امْرُؤٌ قِرْنَهُ فيقتله.">(12)، وَآسَى أَخَاهُ بِنَفْسِهِ، وَلَمْ يَكِلْ قِرْنَهُ إِلَى أَخِيهِ (13) فَيَجْتَمِعَ عَلَيْهِ قِرْنُهُ وَقِرْنُ أَخِيهِ. وَايْمُ اللهِ لَئِنْ فَرَرْتُمْ مِنْ سَيْفِ الْعَاجِلَةِ، لاَ تَسْلَمُوا مِنْ سَيْفِ الْآخِرَةِ، أَنْتُمْ لَهَامِيمُ الجواد السابق من الإنسان والخيل.">(14) الْعَرَبِ، وَالسَّنَامُ الْأَعْظَمُ، إِنَّ فِي الْفِرَارِ مَوْجِدَةَ (15) اللهِ، وَالذُّلَّ اللاَّزِمَ، وَالْعَارَ الْبَاقِيَ، وَإِنَّ الْفَارَّ لَغَيْرُ مَزِيدٍ فِي عُمُرِهِ، وَلاَ مَحْجُوزٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَوْمِهِ. مَنْ رائِحٌ إِلَى اللهِ كَالظَّمَآنِ يَرِدُ الْمَاءَ؟ الْجَنَّةُ تَحْتَ أَطْرَافِ الْعَوَالِي (16)! الْيَوْمَ تُبْلَى الْأَخْبَارُ (17)! وَاللهِ لاَنَا أَشْوَقُ إِلَى لِقَائِهِمْ مِنْهُمْ إِلَى دِيَارِهِمْ. اللَّهُمَّ فَإِنْ رَدُّوا الْحَقَّ فَافْضُضْ جَمَاعَتَهُمْ، وَشَتِّتْ كَلِمَتَهُمْ، وَأَبْسِلْهُمْ بِخَطَايَاهُمْ (18). إِنَّهُمْ لَنْ يَزُولُوا عَنْ مَوَاقِفِهمْ دُونَ طَعْنٍ دِرَاك (19) يَخْرُجُ مِنْهُ النَّسِيمُ، وَضَرْبٍ يَفْلِقُ الْهَامَ، وَيُطِيحُ العِظَامَ، وَيُنْدِرُ (20) السَّوَاعِدَ وَالْأَقدْاَمَ، وَحَتَّى يُرْمَوْا بِالمَنَاسِرِ تَتْبَعُهَا الْمَنَاسَرُ (21)، وَيُرْجَمُوا بِالْكَتَائِبِ (22)، تَقْفُوهَا الْحَلاَئِبُ (23) حَتَّى يُجَرَّ بِبِلاَدِهِمُ الْخَمِيسُ يَتْلُوهُ الْخَمِيسُ، وَحَتَّى تَدْعَقَ كمنع ـ: وطئه في شدة وقوة. ودَعَقَ الغارة: بثّها.">(24) الْخُيُولُ فِي نَوَاحِرِ أَرْضِهِمْ، وَبِأَعْنَانِ (25) مَسَارِبِهِمْ (26) وَمَسَارِحِهِمْ. قال السيد الشريف: أقول: الدّعْقُ: الدّقُّ، أي: تَدُقُّ الخُيُولُ بِحَوَافِرِهَا أرْضَهُمْ. نَوَاحِرُ أَرْضِهِمْ: مُتَقَابِلاَتُهَا، يُقَالُ: مَنَازِلُ بَنِي فُلان تتَنَاحَرُ، أيْ: تَتَقَابَلُ.
پاورقي ها
2- الحاسِر: من لا دِرْعَ له.
3- أنْبَى: صيغة أفعل التفضيل من «نَبَا السيف» إذا دَفَعَتْهُ الصلابة من موقعه فلم يَقْطَعْ.
4- الهام: جمع هامة، وهي الرأس.
5- الْتَوُوا: انْعَطِفوا وأميلوا جانبكم لِتَزْلَقَ الرماح ولا تنفذ فيكم أسنّتها.
6- أمْوَرُ: أي أشدّ فعلاً للمَوْر، وهو الاضطراب الموجب للانزلاق وعدم النفوذ.
7- الذِّمار ـ بسكر الذال ـ: ما يلزم الرجلَ حفظُهُ وحمايته من ماله وعرضه.
8- حقائق: جمع حاقّة، وهي النازلة الثابتة.
9- يَحفّون بالرايات: أي يستديرون حولها.
10- يكتنفونها: يحيطون بها.
11- حِفَافَيْها: جانبيْها.
12- «أَجْزَأ امْرِؤٌ قِرْنَهُ»: فعل ماض في معنى الأمر، أي: فليَكْف كلّ منكم قِرْنه أي كفؤه، فيقتله.
13- «لم يَكِلْ قرْنهُ لأخيه»: لم يترك خصمه إلى أخيه فيجتمع على أخيه خصمان فيغلبانه ثم ينقلبان عليه فيهلكانه.
14- لهَامِيم: جمع لِهْمِيم ـ بالكسر ـ الجواد السابق من الإنسان والخيل.
18- أَبْسَلَهُ: أسلمه للهلكة.
19- دِرَاك ـ ككتاب ـ: متتابع مُتوال في أبدانهم أبواباً يمرّ فيها النسيم.
20- يندرها ـ كيهلكها ـ أي: يسقطها.
21- المَنَاسر ـ جمع مَنْسِر كمجلس ـ: القطعة من الجيش تكون أمام الجيش الأعظم.
22- الكتائب: جمع كتيبة، من المائة إلى الألف.
23- الحَلائِب: جمع حلبة، الجماعة من الخيل تجتمع من كل صَوْبٍ للنصرة.
24- دَعَقَ الطريق ـ كمنع ـ: وطئه في شدة وقوة. ودَعَقَ الغارة: بثّها.
26- المَسارِب: المذاهب للرّعْي.
|