الخطبة ١٦٨: بعد ما بويع بالخلافة
مسير خانه » نهج البلاغه » خطبه ها » الخطبة ١٦٨: بعد ما بويع بالخلافة

 جستجو  شماره: 169  بازديدها: 995
فهرست بعد ما بويع بالخلافة وقد قال له قوم من الصحابة: لو عاقبت قوماً ممن أجلب على عثمان؟ فقال عليه السلام:
يَا إخْوَتَاهُ! إنِّي لَسْتُ أَجْهَلُ مَا تَعْلَمُونَ، وَلكِنْ كَيْفَ لي بِقُوَّة وَالْقَوْمُ الْمُجْلبُونَ (1) عَلَى حَدِّ شَوْكَتِهِمْ (2)، يَمْلِكُونَنَا وَلاَ نَمْلِكُهُمْ!
وهَاهُمْ هؤُلاَءِ قَدْ ثَارَتْ مَعَهُمْ عِبْدَانِكُمْ، وَالْتَفَّتْ إلَيْهِمْ أَعْرَابُكُمْ، وَهُمْ خِلاَلَكُمْ (3) يَسُومُونَكُمْ (4) مَا شَاؤُوا؛ وَهَلْ تَرَوْنَ مَوْضِعاً لِقُدْرَةٍ عَلَى شَيءٍ، تُرِيدُونَهُ؟!
إنَّ هذَا الْأَمْرَ أَمْرُ جَاهِلِيَّةٍ، وَإِنَّ لِهؤُلاَءِ الْقَوْمِ مَادَّةً (5). إنَّ النَّاسَ مِنْ هذَا الْأَمْرِ ـ إذَا حُرِّكَ ـ عَلَى أُمُورٍ: فِرْقَةٌ تَرَى مَا تَرَوْنَ، وَفِرقْةٌ تَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ، وَفِرْقَةٌ لاَ تَرَى لا هذَا وَلاَ هذَا، فَاصْبِرُوا حَتَّى يَهْدَأَ النَّاسُ، وَتَقَعَ الْقُلُوبُ مَوَاقِعَهَا، وَتُؤْخَذَ الْحُقُوقُ مُسْمَحَةً (6)؛ فَاهْدَأُوا عَنِّي، وَانْظُرُوا مَاذَا يَأْتِيكُمْ بِهِ أَمْرِي، وَلاَ تَفْعَلُوا فَعْلَةً تُضَعْضِعُ (7) قُوَّةً، وَتُسْقِطُ مُنَّةً (8)، وَتُورِثُ وَهْناً (9) وَذِلَّةً.
وَسَأُمْسِكُ الْأَمْرَ مَا اسْتَمْسَكَ، وَإذَا لَمْ أَجِدْ بُدّاً فَآخِرُ الدَّواءِ الْكَيُّ القتل
.">(10).

پاورقي ها

1- المُجْلِبون من أجْلَبَ عليه: أعانه.
2- على حدّ شوكتهم: شدتهم، أي لم تنكسر سَوْرَتُهم.
3- خِلاَلَكم: فيما بينكم.
4- يسومونكم: يكلفونكم.
5- مادّة: أي عَوْناً ومَدَداً.
6- مُسْمحة: اسم مفعول من أسمح أي مُيَسّرة.
7- ضَعْضَعَهُ: هدمه حتى الأرض.
8- المُنّة ـ بالضم ـ: القدرة.
9- الوَهْن: الضعف.
10- الكَىّ: كناية عن القتل.



القتل (1)، التمسّك (1)، الصبر (1)، الجهل (1)