الخطبة ١٣٢: يعظ فيها ويزهد في الدنيا
مسير خانه » نهج البلاغه » خطبه ها » الخطبة ١٣٢: يعظ فيها ويزهد في الدنيا

 جستجو  شماره: 133  بازديدها: 1186
فهرست ومن خطبة له عليه السلام يعظ فيها ويزهد في الدنيا

حمد الله


نَحْمَدُهُ عَلَى مَا أَخَذَ وَأَعْطَى، وَعَلَى مَا أَبْلَى وَابْتَلَى (1)، الْبَاطِنُ لِكُلِّ خَفِيَّة، الْحَاضِرُ لِكُلِّ سَرِيرَةٍ، العَالِمُ بِمَا تُكِنُّ الصُّدُورُ، وَمَا تَخُونُ الْعُيُونُ. وَنَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ غَيْرُهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً نَجِيبُهُ وَبَعِيثُهُ ومبعوثه.">(2)، شَهَادَةً يُوَافِقُ فِيهَا السِّرُّ الْأَعْلاَنَ، وَالْقَلْبُ اللِّسَانَ.

عظة الناس


ومنها: فَإِنَّهُ وَاللهِ الْجِدُّ لاَ اللَّعِبُ، وَالْحَقُّ لاَ الْكَذِبُ، وَمَا هُوَ إِلاَّ الْمَوْتُ أَسْمَعَ دَاعِيهِ الموت أسمعَ داعِيهِ»: أي إن الداعي إلى الموت قد أسمع بصوته كلّ حيّ، فلا حيّ إلاّ وهو يعلم أنه يموت.">(3)، وَأَعْجَلَ حَادِيهِ (4)، فَلاَ يَغُرَّنَّكَ سَوَادُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِكَ، فَقَدْ رَأَيْتَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ مِمَّنْ جَمَعَ الْمَالَ وَحَذِرَ الْإِقْلاَلَ، وَأَمِنَ الْعَوَاقِبَ ـ طُولَ أَمَلٍ وَاسْتِبْعَادَ أَجَلٍ ـ كَيْفَ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ فَأَزْعَجَهُ عَنْ وَطَنِهِ، وَأَخَذَهُ مِنْ مَأْمَنِهِ، مَحْمُولاً عَلَى أَعْوَادِ الْمَنَايَا يَتَعَاطَى بِهِ الرِّجَالُ الرِّجَالَ، حَمْلاً عَلَى المَنَاكِبِ وَإِمْسَاكاً بِالْأَنَامِلِ.
أَمَا رَأَيْتُمُ الَّذِينَ يَأْمُلُونَ بَعِيداً، وَيَبْنُونَ مَشِيداً، وَيَجْمَعُونَ كَثِيراً! أَصْبَحَتْ بُيُوتُهُمْ قُبُوراً، وَمَا جَمَعُوا بُوراً، وَصَارَتْ أَمْوَالُهُمْ لِلْوَارِثِينَ، وَأَزْوَاجُهُمْ لِقَوْمٍ آخَرِينَ، لاَ فِي حَسَنَةٍ يَزِيدُونَ، وَلاَ مِنْ سَيِّئَةٍ يَسْتَعْتِبُونَ!
فَمَنْ أَشْعَرَ التَّقْوَى قَلْبَهُ بَرَّزَ مَهَلُهُ (5)، وَفَازَ عَمَلُهُ.
فَاهْتَبِلُوا الصيد: طلبه. والضمير في «هَبَلَها» للتقوى لا للدنيا. أي: اغنموا خيرَ التقوى.">(6) هَبَلَهَا، وَاعْمَلُوا لِلْجَنَّةِ عَمَلَهَا، فَإِنَّ الدُّنْيَا لَمْ تُخْلَقْ لَكُمْ دَارَ مُقَامٍ، بَلْ خُلِقَتْ لَكُمْ مَجَازاً لِتَزَوَّدُوا مِنْهَا الْأَعْمَالَ إِلَى دَارِ الْقَرَارِ؛ فَكُونُوا مِنْهَا عَلى أَوْفَازٍ (7)، وَقَرِّبُوا الظُّهُورَ (8) لِلزِّيَالِ (9).

پاورقي ها

1- الإبلاء: الإحسان والانعام. والابتلاء: الامتحان.
2- بَعِيثه: مصطفاه ومبعوثه.
3- «الموت أسمعَ داعِيهِ»: أي إن الداعي إلى الموت قد أسمع بصوته كلّ حيّ، فلا حيّ إلاّ وهو يعلم أنه يموت.
4- «أعْجَلَ حَادِيه»: أي إنّ الحادي قد أعجَلَ المدبّرين عن تدبيرهم، وأخذهم قبل الاستعداد لرحيلهم.
5- بَرّزَ الرجل على أقرانه: أي فاقهم. والمَهَل: التقدم في الخير، أي فاق تقدمه إلى الخير على تقدم غيره.
6- اهْتَبَلَ الصيد: طلبه. والضمير في «هَبَلَها» للتقوى لا للدنيا. أي: اغنموا خيرَ التقوى.
7- الوَفْز ـ بتسكين الفاء وفتحها ـ: العَجَلَة، وجمعه أوْفاز، أي: كونوا منها على استعجال.
8- الظهور: يراد بها هنا ظهور المطايا.
9- الزِّيال: الفراق.



الموت (3)، الصيد (1)، الغرور، الغرر (1)، الزوج، الزواج (1)، الكذب، التكذيب (1)، البعث، الإنبعاث (1)، الشهادة (1)