محمّد بن علي بن الحسين باسناده عن عبدالرحمن بن الحجاج، عن ابي عبدالله (عليه السلام)، أنه قال: من سجد سجدة الشكر لنعمة (1) وهو متوضئ كتب الله له بها عشر صلوات، ومحا عنه عشر خطايا عظام.
وباسناده عن ابي الحسين الاسدي ـ يعني محمّد بن جعفر ـ أن الصادق (عليه السلام) قال: انما يسجد المصلي سجدة بعد الفريضة ليشكر الله تعالى ذكره فيها على ما من به عليه من اداء فرضه، وادني ما يجزي فيها شكرا لله ثلاث مرات.
وفي (العلل) و (عيون الاخبار): عن محمد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني، عن احمد بن محمد بن سعيد الكوفي، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه (1)، عن ابي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: السجدة بعد الفريضة شكراً لله عز وجل على ما وفق له العبد من أداء فرضه (2)، وأدنى ما يجزي فيها من القول ان يقال: شكراً لله، شكراً لله، شكراً لله، ثلاث مرات، قلت: فما معنى قوله: شكراً لله؟ قال: يقول: هذه السجدة مني شكراً لله على ما وفقني له من خدمته وأداء فرضه، والشكر موجب للزيادة، فان كان في الصلاة تقصير لم يتم بالنوافل (3) تم بهذه السجدة.
المصادر
علل الشرائع: 360 الباب 79، وعيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1: 281 | 27.
الهوامش
1- ليس في العلل ـ هامش المخطوط ـ.
2- كتب المصنف (فريضة) عن نسخة.
3- كتب المصنف قوله (لم يتم بالنوافل) في الهامش عن العلل.
وفي (المجالس): عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن سالم، عن المفضل بن عمر، عن الصادق (عليه السلام) قال: إذا قام العبد نصف الليل بين يدي ربه فصلى له أربع ركعات في جوف الليل المظلم ثم سجد سجدة الشكر بعد فراغه فقال: ما شاء الله، ما شاء الله، مائة مرة ناداه الله جل جلاله من (فوق عرشه) (1): عبدي، إلي كم تقول: ما شاء الله، أنا ربك وإلي المشية، وقد شئت قضاء حاجتك فسلني ما شئت.
محمد بن الحسن باسناده عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن حريز، عن مرازم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: سجدة الشكر واجبة على كل مسلم، تتم بها صلاتك، وترضي بها ربٌك، وتعجب الملائكة منك، وإن العبد إذا صلى ثم سجد سجدة الشكر فتح الربّ تبارك وتعالى الحجاب بين العبد وبين الملائكة فيقول: يا ملائكتي، انظروا إلى عبدي، أدى قربتي (1) وأتم عهدي، ثم سجد لي شكراً على ما أنعمت به عليه، ملائكتي، ماذا له عندي (2)؟ قال: فتقول الملائكة: يا ربّنا رحمتك، ثم يقول الرب تبارك وتعالى: ثم ماذا له؟ فتقول الملائكة: يا ربنا جنتك، فيقول الربّ تعالى: ثم ماذا؟ فتقول الملائكة: يا ربنا كفاية مهمّه، فيقول الرب تعالى: ثم ماذا؟ فلا يبقى شيء من الخير إلاّ قالته الملائكة، فيقول الله تعالى: يا ملائكتي، ثم ماذا؟ فتقول الملائكة: يا ربّنا لا علم لنا، فيقول الله تعالى: لاشكرنه كما شكرني، وأقبل إليه بفضلي وأريه رحمتي. ووراه الصدوق باسناده عن أحمد بن أبي عبدالله، نحوه إلا أنه قال: وأُريه وجهي (3). قال الصدوق: من وصف الله بوجه كالوجوه فقد كفر وأشرك، ووجهه أنبياؤه ورسله، بهم يتوجه العباد إلى الله، والنظر اليهم يوم القيامة ثواب عظيم يفوق كل ثواب.
وبإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن البرقي، عن سعد بن سعد الأشعري، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: سألته عن سجدتي الشكر؟ فقال: أيّ شيء سجدة الشكر؟ فقلت: إنّ أصحابنا يسجدون سجدة واحدة بعد الفريضة ويقولون: هي سجدة الشكر، فقال إنّما الشكر إذا أنعم الله على عبد النعمة أن يقول: (سبحان الذين سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين * وإنا إلى ربنا لمنقلبون) (1)، والحمد لله رب العالمين. ورواه الصدوق بإسناده عن سعد بن سعد (2).