محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السلام): أكون أدعو فأشتهي البكاء ولا يجيئني، وربما ذكرت بعض من مات من أهلي فأرق وأبكي، فهل يجوز ذلك؟ فقال: نعم، فتذكرهم فاذا رققت فابك وادع ربك تبارك وتعالى.
وعنه، عن أحمد، عن ابن فضال، عن يونس بن يعقوب، عن سعد بن يسار قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السلام): إني أتباكى في الدعاء وليس لي بكاء؟ قال: نعم، ولو مثل رأس الذباب.
وعنه، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن علي بن أبي حمزة قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام) لأبي بصير: إن خفت أمرا يكون أو حاجة تريدها فابدأ بالله فمجده وأثن عليه كما هو أهله، وصل على النبى (صلى الله عليه وآله)، وسل حاجتك، وتباكى ولو مثل رأس الذباب، إن أبي كان يقول: إن أقرب ما يكون العبد من الرب عز وجل وهو ساجد باك.
وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، عن إسماعيل البجلي، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن لم يجئك البكاء فتباك، وإن خرج منك مثل رأس الذباب فبخ (1).
المصادر
الكافى 2: 351 | 11.
الهوامش
1- بخ بخ: كلمة تقال عند الرضا والمدح مبنية على السكون. (مجمع البحرين ـ بخ ـ 2: 429).
محمد بن علي بن الحسين في (الخصال) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن أبي عمير، عن منصور ابن يونس، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: ما من خطوة أحب إلى الله من خطوتين: خطوة يسد بها المؤمن صفّاً في سبيل الله، وخطوة إلى ذي رحم قاطع، وما من جرعة أحب إلى الله من جرعتين: جرعة غيظ ردها مؤمن بحلم، وجرعة مصيبة ردها مؤمن بصبر، وما من قطرة أحب إلى الله من قطرتين: قطرة دم في سبيل الله، وقطرة دمعة في سواد الليل لا يريد بها عبد إلا الله عز وجل. ورواه الحسين بن سعيد في كتاب (الزهد): عن فضالة، عن الحسين بن عثمان، عن رجل، عن أبي حمزة، نحوه (1).
وعن جعفر بن علي، عن جده الحسن بن علي، عن جده عبدالله بن المغيرة، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن آبائه، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: كل عين باكية يوم القيامة إلا ثلاث أعين: عين بكت من خشية الله، وعين غضت عن محارم الله، وعين باتت ساهرة في سبيل الله.
المصادر
الخصال: 98 | 46، اورده عن ثواب الاعمال في الحديث 8 من الباب 15 من ابواب جهاد النفس، وعن الفقيه مرسلا في الحديث 3 من الباب 5 من ابواب القواطع.
أحمد بن فهد في (عدة الداعي) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا أحب الله عبدا نصب في قلبه نائحة من الحزن، فان الله يحب كل قلب حزين، وأنه لا يدخل النار من بكى من خشية الله حتى يعود اللبن إلى الضرع، واذا أبغض الله عبدا جعل في قلبه مزمارا من الضحك، وإن الضحك يميت القلب، والله لا يحب الفرحين.
المصادر
عدة الداعى: 155، ورد الحديث هكذا: الى الضرع وإنه لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخري المؤمن أبدا.
قال: وقال الله عز وجل لعيسى (عليه السلام): يا عيسى، هب لي من عينيك الدموع ومن قلبك الخشية، وقم على قبور الأموات فنادهم بالصوت الرفيع فلعلك تأخذ موعظتك منهم، وقل: إني لاحق في اللاحقين. يا عيسى: صب لي من عينيك الدموع، واخشع لي بقلبك.
وعن النبي (صلى الله عليه وآله): قال الله عز وجل: (1) ما أدرك العابدون (2) درك البكاء عندي شيئا، وإني لأبني لهم في الرفيع الأعلى قصرا لا يشاركهم فيه غيرهم.