محمّد بن الحسن بإسناده عن علي بن الحسن الطاطري، عن ابن أبي حمزة ـ يعني محمّداً ـ عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قلت له: متى صرف رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى الكعبة؟ قال: بعد رجوعه من بدر.
وعنه، عن وهيب، عن أبي بصير، عن أحدهما (عليه السلام) ـ في حديث ـ قال: قلت له: إنّ الله أمره يصلّي إلى بيت المقدّس؟ قال: نعم، ألا ترى أنّ الله يقول: (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلاّ لنعلم من يتّبع الرسول) (1) الأية!؟ ثمّ قال: إنّ بني عبد الأشهل أتوهم وهم في الصلاة قد صلّوا ركعتين إلى بيت المقدس، فقيل لهم: إنّ نبيكم صرف إلى الكعبة فتحوّل النساء مكان الرجال، والرجال مكان النساء، وجعلوا الركعتين الباقيتين إلى الكعبة فصلّوا صلاة واحدة إلى قبلتين، فلذالك سمّي مسجدهم مسجد القبلتين. أبو الفضل شاذان بن جبرئيل القمي في الرسالة الموسومة بـ (إزاحة العلّة في معرفة القبلة) عن أبي بصير، مثله (2).
وعن معاوية بن عمّار قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السلام): متى صرف رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى الكعبة؟ قال: بعد رجوعه من بدر، وكان يصلّي في المدينة إلى بيت المقدّس سبعة عشر شهراً ثمّ أُعيد إلى الكعبة.
محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبي، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: سألته هل كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يصلّي إلى بيت المقدس؟ قال: نعم، فقلت: أكان يجعل الكعبة خلف ظهره؟ فقال: أمّا إذا كان بمكّة فلا، وأمّا إذا هاجر إلى المدينة فنعم، حتّى حوّل إلى الكعبة.
وعن محمّد بن أبي عبدالله، عن محمّد بن أبي ميسر (1)، عن داود بن عبدالله، عن عمرو بن محمّد، عن عيسى بن يونس ـ في حديث ـ عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال ـ وقد أنكر عليه الطواف بالكعبة ـ: وهذا بيت استعبد الله به خلقه ليختبر طاعتهم في إتيانه فحثّهم على تعظيمه وزيارته وجعله محلّ أنبيائه وقبلة للمصلّين إليه، الحديث. ورواه الصدوق بإسناده عن عيسى بن يونس (2). ورواه في (العلل) و (الأمالي) و (التوحيد) كما يأتي في الحج (3).
المصادر
الكافي 4: 197 | 1.
الهوامش
1- في نسخة: يسر ـ هامش المخطوط ـ، وكذلك المصدر، وجاء في هامش المصدر: في نسخة محمّد بن أبي نصر، وفي الوافي 2: 34 كتاب الصلاة: محمّد بن أبي يسير.
2- الفقيه 2: 162 | 701.
3- يأتي في الحديث 10 من الباب 1 من أبواب وجوب الحج.
وعن علي بن محمّد، عن صالح بن أبي حمّاد، عن الحسين بن يزيد، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبي إبراهيم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) ـ في حديث ـ أنّ الله بعث جبرئيل إلى آدم فانطلق به إلى مكان البيت، وأنزل عليه غمامة فأظلت مكان البيت، فقال: يا آدم، خطّ برجلك حيث أظلّت هذه الغمامة فإنّه سيخرج لك بيت من مهاة (1) يكون قبلتك وقبلة عقبك من بعدك، الحديث.
المصادر
الكافي 4: 190 | 1.
الهوامش
1- المهاة: الدرة البيضاء.. وفي القاموس: المهاة بالفتح: البلورة، وتجمع على مهيات ومهوات (مجمع البحرين 1: 402) (القاموس المحيط 4: 395).
وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد القلانسي، عن علي بن حسّان، عن عمّه عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبدالله (عليه السلام) ـ في حديث ـ إنّ الله بعث جبرئيل إلى آدم فنزل غمام من السماء فأظلّ مكان البيت، فقال جبرئيل: يا آدم، خطّ برجلك حيث أظلّ الغمام فإنّه قبلة لك ولأخر عقبك من ولدك، الحديث.
محمّد بن علي بن الحسين قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): لن يعمل ابن آدم عملاً أعظم عند الله عزّ وجلّ من رجل قتل نبياً، أو هدم الكعبة التي جعلها الله عزّ وجلّ من رجل قتل نبياً، أو هدم الكعبة التي جعلها الله عزّ وجلّ قبلة العبادة، أو أفرغ ماءه في امرأة حراماً.
وبإسناده عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنّه قال:لا صلاة إلاّ إلى القبلة. قال: قلت: وأين حدّ القبلة؟ قال: ما بين المشرق والمغرب قبلة كله، الحديث. قال الشهيد في (الذكرى) (1): هذا نصّ في الجهة.
المصادر
الفقيه 1: 180 | 855، وأورده بتمامه في الحديث 2 من الباب 10 من هذه الأبواب.
وفي (معاني الأخبار) وفي (الأمالي) عن أبيه، عن عبدالله بن جعفر الحميري، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبدالله بن سنان، عن الصادق (عليه السلام) أنّه قال: إنّ لله عزّ وجلّ حرمات ثلاثاً ليس مثلهنّ شيء: كتابه وهو حكمته ونوره، وبيته الذي جعله قبلة للناس لا يقبل من أحد توجّها إلى غيره، وعترة نبيكم (صلى الله عليه وآله). ورواه الحميري في (قرب الإسناد) مثله (1). وفي (الخصال) عن أبيه، عن سعد، عن محمّد بن عبدالحميد، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، مثله (2).
علي بن الحسين المرتضى علم الهدى في (رسالة المحكم والمتشابة) بإسناده الأتي (1) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان في أوّل مبعثه يصلي، إلى بيت المقدس جميع أيّام مقامه بمكّة وبعد هجرته إلى المدينة بأشهر فعيّرته اليهود وقالوا: إنّك تابع لقبلتنا فأحزنه ذلك فأنزل الله عزّ وجلّ ـ وهو يقلّب وجهه في السماء وينتظر الأمر ـ: (قد نرى تقلّب وجهك في السماء فلنولّينك قبلة ترضيها فولّ وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولّوا وجوهكم شطره) (2).
محمّد بن علي بن الحسين قال: صلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى بيت المقدس بعد النبوة ثلاثة عشر سنة بمكّة، وتسعة عشر شهراً بالمدينة، ثمّ عيّرته اليهود فقالوا له: إنّك تابع لقبلتنا فاغتمّ لذلك غمّاً شديداً، فلمّا كان في بعض الليل خرج (عليه السلام) يقلّب وجهه في آفاق السماء فلمّا أصبح صلّى الغداة، فلما صلى من الظهر ركعتين جاء جبرئيل (عليه السلام) فقال له: (قد نرى تقلّب وجهك في السماء فلنولّينك قبلة ترضيها فولّ وجهك شطر المسجد الحرام) (1) الآية، ثمّ أخذ بيد النبي (صلى الله عليه وآله) فحوّل وجهه إلى الكعبة وحوّل من خلفه وجوههم حتّى قام الرجال مقام النساء، والنساء مقام الرجال فكان أوّل صلاته إلى بيت المقدّس وآخرها إلى الكعبة وبلغ الخبر مسجداً بالمدينة، وقد صلّى أهله من العصر ركعتين، فحوّلوا نحو القبلة وكان أوّل صلاتهم إلى بيت المقدّس وآخرها إلى الكعبة، فسمّي ذلك المسجد مسجد القبلتين، الحديث.
الحسن بن محمّد الطوسي في (الأمالي) عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن الصلت، عن أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، عن أبي عبدالله (1) بن علي، عن جدّه عبدالله (2)، عن علي بن موسى، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) قال: لمّا صرفت القبلة أتى رجل قوماً في الصلاة فقال: إنّ القبلة قد صرفت وتحوّلوا وهم ركوع.
أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في (الإحتجاج) بإسناده عن العسكري في احتجاج النبي (صلى الله عليه وآله) على المشركين قال: إنّا عباد الله مخلوقون مربوبون نأتمر له فيما أمرنا وننزجر له عمّا زجرنا ـ إلى أن قال ـ فلمّا أمرنا أن نعبده بالتوجه إلى الكعبة أطعناه، ثمّ أمرنا بعبادته بالتوجه نحوها في سائر البلدان التي تكون بها فأطعناه، فلم نخرج في شيء من ذلك من اتباع أمره.
علي بن موسى بن جعفر بن طاوس في (كتاب الطرف) نقلاً من كتاب الخصائص للسيد الرضي الموسوي، عن هارون بن موسى، عن (محمّد بن علي) (1)، عن أبي موسى عيسى الضرير البجلي، عن أبي الحسن موسى، عن أبيه أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لعلي (عليه السلام): إنّما مثلك في الأُمّة مثل الكعبة التي نصبها الله علماً، وإنّما تؤتى من كل فجّ عميق ونأي سحيق، ولا تأتي الحديث.
محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد في (مسارّ الشيعة) قال: في النصف من رجب سنة اثنتين من الهجرة حوّلت القبلة من البيت المقدّس إلى الكعبة، وكان الناس في صلاة العصر فتحوّلوا فيها إلى البيت الحرام.
عبدالله بن جعفر في (قرب الإسناد): عن السندي بن محمّد، عن أبي البختري، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) استقبل بيت المقدس تسعة (1) عشر شهراً ثمّ صرف إلى الكعبة وهو في العصر.