|
الخطبة ٨٤: في ذكر عمروبن العاص |
البحث
الرقم: 85
المشاهدات: 4682
قائمة المحتويات
ومن كلام له عليه السلام في ذكر عمروبن العاص عَجَباً لاِبْنِ النَّابِغَةِ (1)! يَزْعُمُ لِاَهْلِ الشَّامِ أَنَّ فِيَّ دُعَابَةً المزاح واللعب.">(2)، وَأَنِّي امْرُؤٌ تِلْعَابَةٌ (3): أُعَافِسُ وَأُمَارِسُ (4)! لَقَدْ قَالَ بَاطِلاً، وَنَطَقَ آثِماً. أَمَا ـ وَشَرُّ الْقَوْلِ الْكَذِبُ ـ إِنَّهُ لَيَقُولُ فَيَكْذِبُ، وَيَعِدُ فَيُخْلِفُ، وَيُسْأَلُ فَيَبْخَلُ، وَيَسْأَلُ فَيُلْحِفُ (5)، وَيَخُونُ الْعَهْدَ، وَيَقْطَعُ الْإِلَّ (6)؛ فَإِذَا كَانَ عِنْدَ الْحَرْبِ فَأَيُّ زَاجِرٍ وَآمِرٍ هُوَ! مَا لَمْ تَأْخُذِ السُّيُوفُ مَآخِذَهَا، فَإِذَا كَانَ ذلِكَ كَانَ أَكْبَرُ مَكيدَتِهِ أَنْ يَمْنَحَ الْقِرْمَ سُبَّتَهُ (7). أَمَا واللهِ إِنِّي لَيَمْنَعُنِي مِنَ اللَّعِبِ ذِكْرُ الْموْتِ، وَإِنَّهُ لَيمَنَعُهُ مِنْ قَوْلِ الْحَقِّ نِسْيَانُ الْآخِرَةِ، إِنَّهُ لَمْ يُبَايعْ مُعَاوِيَةَ حَتَّى شَرَطَ لَهُ أَنْ يُؤْتِيَهُ أَتِيَّةً (8)، وَيَرْضَخَ لَهُ عَلَى تَرْكِ الدِّينِ رَضِيخَةً (9).
الهوامش
1- النابغة: المشهورة فيما لا يليق بالنساء، من «نبغ» إذا ظهر.
2- الدُعابة ـ بالضم ـ: المزاح واللعب.
3- تِلعابة ـ بكسر التاء ـ: كثير اللعب.
4- أُعافِس: أعالج الناس وأُضاربهم مِزاحاً، ويقال: المعافسة: معالجة النساء بالمغازلة والممارسة كالمُعافَسة.
6- الإلّ ـ بالكسر ـ: القرابة، والمراد من قطع الإلّ أن يقطع الرحم.
7- السّبّة ـ بالضم ـ: الاست.
9- رَضَخَ له رَضِيحةً: أعطاه قليلاً.
|
|