البحث الرقم: 2572 التاريخ: 2 ربيع الآخر 1430 هـ المشاهدات: 5862
فَدَك: قرية بالحجاز، بينها وبين المدينة يومان وقيل ثلاثة، أفاءها الله على رسوله (صلى الله عليه وآله) في سنة سبع من الهجرة صلحاً، فهي مِمَّا لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب، فكانت خالصة لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، فيها عَينٌ فوَّارةَ، ونخيل كثيرة، [معجم البلدان: 4/ 238]. بعد أن أصبحت خالصة لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، أوحى الله تعالى لنبيه: (فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) [الروم: 38]. فجعل النبي (صلى الله عليه وآله) فَدَكاً طعمة لفاطمة (عليها السلام) بأمْرِ اللهِ هَذا. وقد تتابعت عليها الأحداث الآتية: 1ـ كانت بيد فاطمة الزهراء (عليها السلام) مِن سَنَة سَبع من الهجرة النبوية، وخلال حياة النبي (صلى الله عليه وآله)، وحتى تولَّى أبو بكر الخلافة تُديرها بواسطة وَكيلٍ لها فيها، توزِّع ثمارها وما تنتجه على فقراء المسلمين. 2ـ لما تولَّى أبو بكر الخلافة، سلبها من فاطمة الزهراء (عليها السلام) بِحُجَّة أنها فَيء المسلمين. 3ـ وَهَبها معاوية إلى مَروان بن الحكم، لِيُغِيظ بذلك آل الرسول، ومعنى ذلك أنها لم تكن مجرد قطعة أرضٍ، وإنَّما معناها أكثر قيمة وأهمِّية منها. 4ـ وهبها مَروان إلى ابنه عبد العزيز، فوَرَثها ابنه عمر منه، ولمَّا ولي الأمر عمر بن عبد العزيز ردَّ فدكاً إلى أبناء فاطمة وعلي (عليهما السلام). 5ـ لما ولي يزيد بن عبد الملك قَبَضَها، فلمْ تَزَل في أيدي بني أمية حتى ولي أبو العباس السفّاح الخلافة. 6ـ دفعها أبو العباس السفاح إلى وُلْد علي مَرَّة ثانية، إلى أن ولي الأمر المنصور. 7ـ لمَّا خرج بنو الحسن على المنصور قَبَض فدكاً منهم، فرجعت بيد بني العباس. 8ـ لمَّا اسْتَوَى الأمر للمأمون رَدَّ فَدَكاً إلى أبناء فاطمة وعليٍّ (عليهما السلام)، بعْدَ أن استوثق عنها من القُضَاة في دولته، وكتب لهم بذلك كتاباً. فقام دعبل الشاعر وأنشد: أصْبَحَ وَجْهُ الزَّمَانِ قَدْ ضَحكَا * بِرَدِّ مَأمُون هَاشِمٍ فَدَكَا [معجم البلدان: 4/ 238، الكشَّاف للزمخشري: 2/ 661، تفسير فتح القدير للشوكاني: 3/ 224].