البحث الرقم: 631 التاريخ: 20 ذو الحجّة 1429 هـ المشاهدات: 4949
سؤال يتبادرُ إلى الأذهان: لماذا لم يعترف القوم بحقِّ الزهراء (عليها السلام)؟، وهي بنت نبيِّهم (صلى الله عليه وآله)، ولماذا هذا التنكيل والتوهين لها؟. وما قِيمة فَدَكٍ أمام ما يملكه الخليفة من سيطرةٍ ومال؟، وغيرها أسئلة كثيرة. والجواب: لم تكن فَدَك هي المقصودة، ولم يكن الإرث المادِّي هو المَعْني بذلك، وإنَّما كان القوم يرمون إلى أبعد وأبعد من ذلك. فإن اعترفوا اليوم بِفَدَك للزهراء، وأن الزهراء (عليها السلام) معصومة، وأنَّ قولها حُجَّة، فلا يمكن أن تنطقَ أو تعمل بما لا يرضي الله تعالى، فسوف تأتيهم غداً مطالِبَة بِحقِّ بن عمِّها الإمام علي (عليه السلام)، ناصبةً الدليل الإلهي على مكانته، ذاكرةً الآيات القرآنية الكريمة، والأحاديث النبويَّة الشريفة، الدالَّة على منزلته، فما يكون موقفهم حينذاك؟. وكيف يُنفِّذون مَقولتهم عن النبي (صلى الله عليه وآله): لا تَجْتَمعُ النبوَّة والخِلافَة في بَنِي هَاشِم. وعندئذٍ ستذهب كل أفعالهم وخُطَطِهم أدراج الرياح، فلا يبقى معنىً للسقيفة، ولا يَبقى سَبَب للهجوم على الدار، وكَسر ضلع الزهراء (عليها السلام)، وإسقاط محسن (عليه السلام)، ولا يستطيع من يدافع عنهم من إيجاد الوسائل والتبريرات لذلك.