جاءَت روايات كثيرة في فضل زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) بل في وجوبها، منها: 1 - قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (مَنْ زَارَ الحسينَ بَعد مَوتِه فَلَهُ الجَنَّة) تهذيب الأحكام 6 / 40 ح 84. 2 - روي عَن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (زِيارَةُ الحُسين بن علي (عليهما السلام) واجبة على كل من يقرُّ للحسين بالإمامة من الله عزَّ وجلَّ) كامل الزيارات: 121. 3 - وقال الإمام الصادق (عليه السلام) أيضاً: (زِيارةُ الحسين (عليه السلام) تعدل - أي تعدل بثوابها - مِائة حَجَّة مَبرورة، ومِائة عمرة مُتَقَبَّلَة) كامل الزيارات: 142. 4 - روي أنَّ النبي (صلى الله عليه وآله) كان ذات يوم جالساً، وحوله علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، فقال (صلى الله عليه وآله) لهم: (كَيفَ بِكُم إذا كُنتُم صَرعَى، وقبورُكُم شتَّى؟). فقال له الحسين (عليه السلام): (أنموتُ مَوتاً أو نُقتَل؟). فقال (صلى الله عليه وآله): (بل تُقتل يا بُنيَّ ظلماً، ويُقتل أخوك ظُلماً، وتُشرَّد ذَرارِيكم في الأرض). فقال الحسين (عليه السلام): (ومَنْ يقتُلُنا يا رسولَ الله؟). فقال (صلى الله عليه وآله): (شِرَار النَّاس). فقال (عليه السلام): (فَهَلْ يَزورُنا بَعد قتلِنا أحدٌ؟). فقال (صلى الله عليه وآله): (نَعَمْ، طَائِفةٌ من أمَّتي يريدون بزيارتكم بِرِّي وصِلَتي، فإذا كَان يوم القيامَة جِئْتُهم إلى المَوقِف حتى آخُذَ بأعضَادِهِم فأخلِّصُهم من أهوالِهِ وشَدائِدِه) الإرشاد 1 / 131. وَرَوى الشيخ المفيد بإسناده إلى علي بن ميمون، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، قال: (يَا علي، بَلَغَني أن قوماً مِن شيعتِنا يمرُّ بأحدهم السَّنَة والسَّنَتَان لا يَزُورُ الحُسين). قلت: جُعلت فداك، إني أعرف ناساً كثيراً بهذه الصِّفة. فقال (عليه السلام): (أمَا والله لحظِّهم أخطئوا، وعن ثَواب الله زَاغوا، وعن جوار محمد (صلَّى الله عليه وآلِه) تَبَاعَدوا). قلت: جُعِلت فداك، في كَم الزِّيارة؟ فقال (عليه السلام): (يَا عَلي، إنْ قُدِّرتَ أنْ تَزورَه كُلَّ شَهرٍ فافعَلْ) تهذيب الأحكام 6: 45 ح 97. وعن محمد بن داود بن عقبة، قال: كان لنا جارٌ يُعرف بـ (علي بن محمد)، قال: كنتُ أزور الحسين (عليه السلام) في كل شهر، ثمَّ عَلَتْ سِنِيِّ، وضعُفَ جِسمي، وانقطعت عنهُ مُدَّة. ثم وقع إليَّ أنها آخرِ سِنِيِّ عُمري، فحمَلْتُ على نفسي وخرجْتُ ماشياً، فوصلْتُ في أيام، فَسلَّمت وصَلَّيتُ ركعَتَي الزيارة، ونمت. فرأيت الحسين (عليه السلام) قد خَرَجَ من القبر، فقالَ لي: (يَا عَلي، لِمَ جَفَوتَني وكنْتَ بي بِرّاً؟). فقلتُ: يا سيِّدي، ضَعُفَ جِسْمي، وقصُرَت خُطاي، ووقع لي أنَّها آخر سِنِيِّ عُمري، فأتيتُك في أيام، وقد رُوي عنكَ شيءٌ أحبُّ أن أسمعُه مِنك. فقال (عليه السلام): (قُلْ). فقلتُ: رُوي عنك: (مَنْ زَارَني في حَيَاتِه زُرتُه بَعد وَفاتِه). فقال (عليه السلام): (نَعَمْ). قلت: فأرْوِه عنك: (مَنْ زَارَني في حَيَاتِه زُرتُه بَعد وَفاتِه)؟ فقال (عليه السلام): (نَعَمْ، اِروِ عَنِّي: مَنْ زَارَني في حَيَاتِه زُرتُه بَعد وَفاتِه، وإنْ وجدتُه في النَّار أخرَجتُه) الدروع الواقية: 75. وأخيراً: نسأل المولَى عزَّ وجلَّ أن يَرزُقَنا في الدنيا زيارة الإمام الحسين (عليه السلام)، وفي الآخرة شفاعته (عليه السلام).