البحث الرقم: 911 التاريخ: 1 صفر المظفّر 1430 هـ المشاهدات: 5079
لمّا زوّج رسول الله (صلى الله عليه وآله) ابنته فاطمة (عليها السلام) من الإمام علي (عليه السلام)، ومضى من زواجهما ثلاثة أيّام، دخل (صلى الله عليه وآله) عليهما في اليوم الرابع وقال: كيف أنت يا بنيّة، وكيف رأيت زوجك؟ . قالت له (عليها السلام): يا أبة، خير زوج، إلاّ أنّه دخل عليَّ نساء من قريش، وقلن لي: زوّجك رسول الله (صلى الله عليه وآله) من فقير ﻻ مال له. فقال (صلى الله عليه وآله) لها: يا بنيّة، ما أبوك بفقير ولا بعلك بفقير، ولقد عرضت عليّ خزائن الأرض، من الذهب والفضة فاخترت ما عند ربّي (عزّ وجلّ)، يا بنيّة! لو تعلمين ما علم أبوك لسمجت الدنيا في عينك، يا بنيّة! ما آلوتك نصحاً أن زوجتك أقدمهم سلماً، وأكثرهم علماً، وأعظمهم حلماً. يا بنيّة! إنّ الله (عزّ وجل) اطّلع إلى الأرض اطّلاعة، فاختار من أهلها رجلين: فجعل أحدهما أباك، والآخر بعلك، يا بنيّة! نعم الزوج زوجك، ﻻ تعص له أمراً. ثمّ نادى رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي! ، فأجابه (عليه السلام): لبّيك يا رسول الله. قال (صلى الله عليه وآله): أدخل بيتك، وألطف بزوجتك، وأرفق بها، فإنّ فاطمة بضعة منّي، يؤلمني ما يؤلمها، ويسرّني ما يسرّها، أستودعكما الله وأستخلفه عليكما. قال الإمام علي (عليه السلام): فو الله ما أغضبتها، ولا أكرهتها على أمر حتّى قبضها الله (عزّ وجل)، ولا أغضبتني، ولا عصت لي أمراً، ولقد كنت أنظر إليها، فتنكشف عنّي الهموم والأحزان.