محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن عيسى بن أبي منصور، أنه قال: كنت عند أبي عبدالله (عليه السلام) في اليوم الذي يشك فيه، فقال: يا غلام، اذهب فانظر (أصام السلطان) (1) أم لا؟ فذهب ثم عاد، فقال: لا، فدعا بالغداء فتغدينا معه.
محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن أيوب بن نوح، عن العباس بن عامر، عن داود بن الحصين، عن رجل من أصحابه (1)، عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنه قال وهو بالحيرة في زمان أبي العباس: إني دخلت عليه وقد شك الناس في الصوم، وهو والله من شهر رمضان، فسلمت عليه، فقال: يا أبا عبدالله، أصمت اليوم؟ فقلت: لا، والمائدة بين يديه قال: فادن فكل، قال: فدنوت فأكلت، قال: وقلت: الصوم معك والفطر معك، فقال الرجل لابي عبدالله (عليه السلام): تفطر يوما من شهر رمضان؟! فقال: اي والله (2)، افطر يوما من شهر رمضان أحب إلي من أن يضرب عنقي.
وعن عدة من أصحابنا (1)، عن سهل بن زياد، عن علي بن الحكم، عن رفاعة، عن رجل، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: دخلت على أبي العباس بالحيرة فقال: يا أبا عبدالله، ما تقول في الصيام اليوم؟ فقال: ذاك إلى الامام، إن صمت صمنا، وإن أفطرت أفطرنا، فقال: يا غلام، علي بالمائدة، فأكلت معه وأنا أعلم والله أنه يوم من شهر رمضان، فكان إفطاري يوما وقضاؤه أيسر علي من أن يضرب عنقي ولا يعبدالله.
محمد بن الحسن بإسناده عن محمد ـ يعني ابن علي بن محبوب ـ عن ابن أبي مسروق النهدي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن خلاد بن عمارة قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام): دخلت على أبي العباس في يوم شك وأنا أعلم أنه من شهر رمضان وهو يتغدي، فقال: ياأبا عبدالله، ليس هذا من أيامك، قلت: لم يا أمير المؤمنين؟ ما صومي إلا بصومك، ولا إفطاري إلا بإفطارك، قال: فقال: ادن، قال: فدنوت فاكلت وأنا ـ والله (1) ـ أعلم أنه من شهر رمضان.
وعنه، عن العباس، عن عبدالله بن المغيرة، عن أبي الجارود قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام): إنا شككنا سنة في عام من تلك الاعوام في الاضحى، فلما دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) وكان بعض أصحابنا يضحي، فقال: الفطر يوم يفطر الناس، والاضحى يوم يضحي الناس، والصوم يوم يصوم الناس.
علي بن الحسين المرتضى في رسالة (المحكم والمتشابه) نقلا من (تفسير النعماني) بإسناده الآتي (1) عن علي (عليه السلام) ـ في حديث ـ قال: وأما الرخصة التي صاحبها فيها بالخيار فان الله نهى المؤمن أن يتخذ الكافر وليا، ثم من عليه باطلاق الرخصة له ـ عند التقية في الظاهر ـ أن يصوم بصيامه، ويفطر بافطاره، ويصلي بصلاته، ويعمل بعمله ويظهر له استعمال ذلك، موسعا عليه فيه، وعليه أن يدين الله في الباطن بخلاف ما يظهر لمن يخافه من المخالفين.