محمد بن الحسن بإسناده عن علي بن مهزيار، عن محمد بن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن محمد بن مسلم قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام): إذا صمت فليصم سمعك وبصرك (1) وجلدك ـ وعدد أشياء غير هذا ـ قال ولا يكون يوم صومك كيوم فطرك. ورواه الصدوق بإسناده عن محمد بن مسلم (2). وكذا المفيد في (المقنعة) (3). محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير مثله (4).
وعنه، عن أبيه، عن أحمد بن النضر الخزاز، عن عمرو بن شمر، عن جابر (1)، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لجابر بن عبدالله: يا جابر هذا شهر رمضان من صام نهاره وقام وردا من ليله وعف بطنه وفرجه وكف لسانه خرج من ذنوبه كخروجه من الشهر، فقال جابر: يا رسول الله ما أحسن هذا الحديث؟! فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ياجابر وما أشد هذه الشروط!؟. ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب (2). ورواه الصدوق مرسلا (3). ورواه في (ثواب الاعمال) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن أحمد بن النضر نحوه (4). ورواه المفيد في (المقنعة) مرسلا (5).
وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جراح المدايني، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن الصيام ليس من الطعام والشراب وحده، ثم قال: قالت مريم: (إني نذرت للرحمن صوما) (1) أي صوما وصمتا ـ وفي نسخة اخرى: أي صمتا ـ فاذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم، وغضوا أبصاركم، ولا تنازعوا، ولا تحاسدوا. قال: وسمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) امرأة تسب جارية لها وهي صائمة، فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بطعام، فقال لها: كلي، فقالت: إني صائمة، فقال: كيف تكونين صائمة وقد سببت جاريتك، ان الصوم ليس من الطعام والشراب فقط. قال: وقال أبو عبدالله (عليه السلام): إذا صمت فليصم سمعك وبصرك من الحرام والقبيح، ودع المراء وأذى الخادم، وليكن عليك وقار الصائم (2)، ولا تجعل يوم صومك كيوم فطرك. ورواه الصدوق مرسلا (3). ورواه الشيخ بإسناده عن علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد مثله (4).
وعن علي بن محمد، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الوشاء، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: إن الصيام ليس من الطعام والشراب وحده، إن مريم (عليها السلام) قالت: (إني نذرت للرحمن صوما) (1)، اى صمتا، فاحفظوا ألسنتكم وغضوا أبصاركم ولا تنازعوا ولا تحاسدوا، فان الحسد يأكل الايمان كما تأكل النار الحطب. محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن أبي بصير مثله (2).
وفي (عقاب الاعمال) باسناد تقدم في عيادة المريض (1) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، أنه قال: في خطبة له: ومن صام شهر رمضان في إنصات وسكوت وكف سمعه وبصره ولسانه (2) وفرجه وجوارحه من الكذب والحرام والغيبة تقربا (قربه الله منه) (3) حتى تمس ركبتاه ركبتي إبراهيم خليل الرحمن (عليه السلام).
المصادر
عقاب الاعمال: 344.
الهوامش
1- تقدم في الحديث 9 من الباب 10 من أبواب الاحتضار.
محمد بن الحسن بإسناده عن علي بن مهزيار، عن الحسن، عن القاسم، عن علي، عن أبي بصير قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام): الصيام ليس من الطعام والشراب، والانسان ينبغي أن يحفظ لسانه من اللغو والباطل (1) في رمضان وغيره.
المصادر
التهذيب 4: 189 | 534، وأورده في الحديث 2 من الباب 1 من أبواب ما يمسك عنه الصائم
محمد بن محمد المفيد في (المقنعة) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من صام شهر رمضان إيمانا واحتسابا وكف سمعه وبصره ولسانه عن الناس قبل الله صومه وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وأعطاه ثواب الصابرين.
علي بن موسى بن طاووس في كتاب (الاقبال) قال: رأيت في أصل من كتب أصحابنا قال: وسمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن الكذبة لتفطر الصائم (1)، والنظرة بعد النظرة، والظلم (2) قليله وكثيره.
المصادر
إقبال الاعمال: 87، وأورده في الحديث 9 من الباب 2 من أبواب ما يمسك عنه الصائم.
قال: ومن كتاب علي بن عبدالواحد النهدي بإسناده إلى عثمان بن عيسى، عن محمد بن عجلان قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: ليس الصيام من الطعام والشراب أن لا يأكل الانسان ولا يشرب فقط، ولكن إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك وبطنك وفرجك، واحفظ يدك وفرجك، وأكثر السكوت إلا من خير، وارفق بخادمك.
قال: ومن كتاب النهدي بإسناده إلى أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ليس (1) ما افترض الله على الصائم في صيامه ترك الطعام والشراب.
أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جراح المدايني قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام): إذا أصبحت صائما فليصم سمعك وبصرك عن الحرام، وجارحتك وجميع أعضائك عن القبيح، ودع عنك الهذي وأذى الخادم، وليكن عليك وقار الصائم (1)، وألزم ما استطعت من الصمت والسكوت إلا عن ذكر الله، ولا تجعل يوم صومك كيوم فطرك، وإياك والمباشرة والقبل والقهقهة بالضحك فان الله يمقت ذلك.
وبالاسناد عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن الصيام ليس من الطعام والشراب وحده إنما للصوم شرط يحتاج أن يحفظ حتى يتم الصوم، وهو الصمت الداخل، أما تسمع قول مريم بنت عمران، (اني نذرت للرحمن صوما فلن اكلم اليوم انسيا) (1) يعنى صمتا، فاذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم عن الكذب، وغضوا أبصاركم، ولا تنازعوا ولا تحاسدوا ولا تغتابوا ولا تماروا ولا تكذبوا ولا تباشروا ولا تخالفوا ولا تغاضبوا ولا تسابوا ولا تشاتموا ولا تنابزوا ولا تجادلوا ولا تبادوا ولا تظلموا ولا تسافهوا ولا تزاجروا ولا تغفلوا عن ذكر الله وعن الصلاة وألزموا الصمت والسكوت والحلم والصبر والصدق ومجانبة أهل الشر، واجتنبوا قول الزور والكذب والفراء والخصومة وظن السوء والغيبة والنميمة، وكونوا مشرفين على الآخرة منتظرين لايامكم، منتظرين لما وعدكم الله متزودين للقاء الله، وعليكم السكينة والوقار والخشوع والخضوع وذل العبد الخائف من مولاه، راجين خائفين راغبين راهبين قد طهرتم القلوب من العيوب وتقدست سرائركم من الخب، ونظفت الجسم من القاذورات، وتبرأت إلى الله من عداه وواليت الله في صومك بالصمت من جميع الجهات مما قد نهاك الله عنه في السر والعلانية، وخشيت الله حق خشيته في السر والعلانية، ووهبت نفسك لله في أيام صومك، وفرغت قلبك له، ونصبت قلبك له فيما أمرك ودعاك اليه، فاذا فعلت ذلك كله فأنت صائم لله بحقيقة صومه صانع لما أمرك، وكلما نقصت منها شيئا مما بينت لك فقد نقص من صومك بمقدار ذلك ـ إلى أن قال: ـ إن الصوم ليس من الطعام والشراب، إنما جعل الله ذلك حجابا مما سواها (2) من الفواحش من الفعل والقول يفطر الصائم، ما أقل الصوّام وأكثر الجواع.
وعن النضر، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لا يضر الصائم ما صنع إذا اجتنب ثلاث خصال: الطعام والشراب، والارتماس في الماء، والنساء، والنحس من الفعل والقول.
المصادر
نوادر أحمد بن محمد بن عيسى: 23 | 12، وأورده بتفاوت في الحديث 1 من الباب 1 من أبواب مايمسك عنه الصائم.