محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن داود بن كثير، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله تعالى: إن من عبادي المؤمنين لمن يجتهد في عبادتي، فيقوم من رقاده ولذيذ وساده، فيجتهد لي الليالي، فيتعب نفسه في عبادتي، فأضربه بالنعاس الليلة والليلتين نظرا مني له، وإبقاء عليه، فينام حتى يصبح، فيقوم وهو ماقت لنفسه زارىء عليها، ولو أخلي بينه وبين ما يريد من عبادتي لدخله العجب من ذلك، فيصيره العجب إلى الفتنة بأعماله، فيأتيه من ذلك ما فيه هلاكه لعجبه بأعماله، ورضاه عن نفسه، حتى يظن أنه قد فاق العابدين، وجاز في عبادته حد التقصير، فيتباعد مني عند ذلك، وهو يظن أنه يتقرب إلي، الحديث. ورواه الصدوق والطوسي كما تقدم (1).
المصادر
الكافي 2: 50|4.
الهوامش
1- تقدم في ذيل الحديث 5 من الباب السابق، إلآ أن الطوسي لم يرو هذه القطعة في أمالية، وانّما وردت فيه قطعة الحديث 5 المذكور.
وعن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السلام): الرجل يعمل العمل وهو خائف مشفق، ثم يعمل شيئا من البر فيدخله شبه العجب به، فقال: هو في حاله الأولى وهو خائف أحسن حالا منه في حال عجبه. ورواه البرقي في (المحاسن): عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، مثله (1).
وبالإسناد، عن يونس، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ في حديث ـ: قال موسى بن عمران (عليه السلام) لإبليس: أخبرني بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت (1) عليه؟ قال: إذا أعجبته نفسه، واستكثر عمله، وصغر في عينه ذنبه، وقال: قال الله عز وجل لداود: يا داود، بشر المذنبين، وأنذر الصديقين، قال كيف أبشر المذنبين، وأنذر الصديقين؟ قال: يا داود، بشر المذنبين أني أقبل التوبة وأعفو عن الذنب، وأنذر الصديقين أن لا يعجبوا بأعمالهم، فإنه ليس عبد أنصبه للحساب إلا هلك.
وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن الرجل ليذنب الذنب فيندم عليه، ويعمل العمل فيسره ذلك، فيتراخى عن حاله تلك، فلأن يكون على حاله تلك خير له مما دخل فيه. ورواه الحسين بن سعيد، في كتاب (الزهد) عن محمد بن أبي عمير، مثله (1).
وعنه، عن أبيه، عن علي بن أسباط، عن أحمد بن عمر الحلال، عن علي بن سويد، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: سألته عن العجب الذي يفسد العمل؟ فقال: العجب درجات، منها أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا فيعجبه، ويحسب أنه يحسن صنعا، ومنها أن يؤمن العبد بربه، فيمن على الله عزوجل، ولله عليه فيه المنّ.. ورواه الصدوق في (معاني الأخبار): عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن محمد بن الحسين، عن علي بن أسباط، مثله (1).
وعنه، عن موسى بن إبراهيم، عن الحسن بن موسى، عن موسى بن عبدالله، عن ميمون بن علي، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله.
وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن أسباط، عن رجل يرفعه عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن الله علم أن الذنب خيرللمؤمن من العجب ولولا ذلك ما ابتلي مؤمن بذنب أبداً ورواه الصدوق في (العلل) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن علي بن أسباط، مثله (1).
وعنه، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن نضر بن قرواش، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: أتى عالم عابدا فقال له: كيف صلاتك؟ فقال: مثلي يسأل عن صلاته، وأنا أعبد الله منذ كذا وكذا؟! قال: فكيف بكاؤك؟ فقال: أبكي حتى تجري دموعي، فقال له العالم: فإن ضحكك وأنت خائف أفضل من بكائك وأنت مدل (1)، إن المدل لا يصعد من عمله شيء. ورواه الحسين بن سعيد في كتاب (الزهد): عن النضر بن سويد، عن محمد بن سنان، عن إسحاق بن عمار، مثله (2).
المصادر
الكافي 2: 236|5.
الهوامش
1- المدل: المتكل على عمله ظانا بأنه هوالذي ينجيه (مجمع البحرين 5: 372).
وعنه، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن أبي داود، عن بعض أصحابنا، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: دخل رجلان المسجد أحدهما عابد والآخر فاسق، فخرجا من المسجد والفاسق صديق، والعابد فاسق، وذلك أنه يدخل العابد المسجد مدلأ بعبادته، يدل بها فتكون فكرته في ذلك، وتكون فكرة الفاسق في التندم على فسقه، ويستغفر الله عز وجل مما صنع من الذنوب. ورواه الصدوق في (العلل) عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن محمد رفعه عن الصادق (عليه السلام)، نحوه (1).
أحمد بن محمد البرقي في (المحاسن): عن ابن سنان، عن العلاء، عن خالد الصيقل، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله فوض الأمر إلى ملك من الملائكة، فخلق سبع سماوات وسبع أرضين، فلما رأى أن الأشياء قد انقادت له قال: من مثلي؟ فارسل الله إليه نويرة من النار، قلت: وما النويرة؟ قال: نار مثل الأنملة، فاستقبلها بجميع ما خلق، فتخيل (1) لذلك حتى وصلت إلى نفسه لما دخله العجب (2). ورواه الصدوق في (عقاب الأعمال) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن العلاء (3) عن أبي خالد الصيقل، مثله (4).
المصادر
المحاسن: 123|139.
الهوامش
1- في نسخة: فتخللت، (منه قده) وفي المصدر: فتخبل.
2- هذا يشعر بان بعض العجب غير محرم لما تقرر من عصمة الملائكة ولعله أول مراتبه فتدبر، (منه قدّس).
وعن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبدالله أو علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ في حديث ـ: ثلاث مهلكات: شح (1) مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه.
وعن هارون بن الجهم، عن أبي جميلة مفضل بن صالح، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال ـ في حديث ـ: ثلاث موبقات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه. ورواه الصدوق في (معاني الأخبار): عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن البرقي، مثله (1).
المصادر
المحاسن: 4|4، وتأتي قطعة منه في الحديث 7 من الباب 54 من أبواب الوضوء من كتاب الطهارة وقطعة منه أيضا في الحديث 19 من الباب 1 من أبواب صلاة الجماعة من كتاب الصلاة. ويأتي تمامه في الحديث 17 من الباب 5 من أبواب ما تجب فيه الزكاة من كتاب الزكاة عن الخصال والزهد.
وعن حماد بن عمرو النصيبي، عن السري بن خالد، عن أبي عبدالله، عن آبائه (عليهم السلام)، في وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: لا مال أعود من العقل، ولا وحدة أوحش من العجب، الحديث.
محمد بن علي بن الحسين، بإسناده عن حماد بن عمرو وأنس بن محمد، عن أبيه جميعا، عن جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السلام) ـ في وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) ـ قال: يا علي، ثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه.
المصادر
الفقيه 4: 260|824، وأورد قطعة منه في الحديث 1 من الباب 54 من أبواب الوضوء من كتاب الطهارة.
وفي (العلل)، وفي (التوحيد): عن طاهر بن محمد بن يونس، عن محمد بن عثمان الهروي، عن الحسن بن مهاجر، عن هشام بن خالد، عن الحسن بن يحيى، عن صدقة بن عبدالله، عن هشام، عن أنس، عن النبي (صلى الله عليه وآله)، عن جبرئيل ـ في حديث ـ قال: قال الله تبارك وتعالى: ما يتقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، وإن من عبادي المؤمنين لمن يريد الباب من العبادة فأكفه عنه لئلا يدخله عجب فيفسده.
وفي (الأمالي) ويقال له: (المجالس): عن علي بن أحمد بن موسى، عن محمد بن هارون، عن عبيدالله بن موسى، عن عبد العظيم الحسني، عن علي بن محمد الهادي (1)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من دخله العجب هلك.
المصادر
أمالي الصدوق: 362|ذيل الحديث 9.
الهوامش
1- في المصدر: عن أبي جعفر محمد بن علي الرضا (عليه السلام).
محمد بن الحسن في (المجالس والأخبار): عن جماعة، عن أبي المفضل، عن عبيدالله بن الحسين بن إبراهيم العلوي، عن علي بن القاسم بن الحسين، عن أبيه القاسم بن الحسين، عن أبيه الحسين بن زيد، عن الصادق، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لولا أن الذنب خير للمؤمن من العجب ما خلى الله بين عبده المؤمن وبين ذنب أبدا.
الحسين بن سعيد في كتاب (الزهد): عن محمد بن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن الثمالي، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: إن الله تعالى يقول: إن من عبادي لمن يسألني الشيء من طاعتي لأحبه فأصرف ذلك عنه لكيلا يعجبه عمله.
وبالإسناد، عن الثمالي، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ثلاث منجيات: خوف الله في السر والعلانية، والعدل في الرضا والغضب، والقصد في الغنى والفقر، وثلاث مهلكات: هوى متبع، وشح مطاع، وإعجاب المرء بنفسه.
الحسن بن محمد الطوسي في (مجالسه) عن أبيه، عن المفيد، عن عمر بن محمد، عن علي بن مهرويه، عن داود بن سليمان، عن الرضا، عن آبائه، عن علي (عليهم السلام) قال: الملوك حكام على الناس، والعلم حاكم عليهم، وحسبك من العلم أن تخشى الله، وحسبك من الجهل أن تعجب بعلمك.