محمد بن علي بن الحسين قال: تذاكر الناس عند الصادق (عليه السلام) أمر الفتوة فقال: تظنون ان الفتوة بالفسق والفجور إنما الفتوة والمروءة طعام موضوع، ونائل مبذول بشيء معروف (1)، وأذى مكفوف، وأما تلك فشطارة وفسق، ثم قال: ما المروة؟ فقال الناس: لا نعلم، قال: المروءة والله أن يضع الرجل خوانه بفناء داره، والمروءة مروءتان: مروءة في الحضر، ومروءة في السفر، فأما التي في الحضر تلاوة القرآن، ولزوم المساجد، والمشي مع الاخوان في الحوائج، والنعمة ترى على الخادم أنها تسر الصديق، وتكبت العدو، وأما التي في السفر، فكثرة الزاد وطيبه وبذله لمن كان معك، وكتمانك على القوم أمرهم بعد مفارقتك إياهم وكثرة المزاح في غير ما يسخط الله عزوجل، ثم قال (عليه السلام): والذي بعث جدي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالحق نبيا، إن الله عزوجل ليرزق العبد على قدر المروءة، وإن المعونة تنزل على قدر المؤونة، وإن الصبر ينزل على قدر شدة البلاء. ورواه في (معاني الاخبار) عن أبيه، عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن محمد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمي، رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) مثله إلى قوله: فناء داره (2).
المصادر
الفقيه 2: 192 | 877، وأورد قطعة منه في الحديث 3 من الباب 42 من هذه الابواب.
الهوامش
1- في أمالي الصدوق: واصطناع المعروف (هامش المخطوط).
قال: وقال الصادق (عليه السلام): ليس من المروءة أن يحدث الرجل بما يلقى في السفر من خير أو شر. وفي (المجالس) عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن أبي قتادة القمي، عن عبد الله بن يحيى، عن أبان الاحمر، عن الصادق، عن آبائه (عليهم السلام) مثل الاول (1). ورواه الطوسي في (الأمالي) عن أبيه، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن هارون بن موسى التلعكبري، عن محمد بن همام، عن علي بن الحسين الهمداني، عن أبي قتادة القمي قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) وذكر مثله (2).
ثم قال: وبهذا الإسناد عن أبي قتادة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) للمعلى بن خنيس: عليك بالسخاء وحسن الخلق، فإنّهما يزينان الرجل كما تزين الواسطة القلادة.
قال: وبهذا الإسناد عن أبي قتادة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لداود بن سرحان: إن خصال المكارم بعضها مقيد ببعض يقسمها الله، حيث تكون في الرجل، ولا تكون في ابنه، وتكون في العبد ولا تكون في سيده، صدق الحديث وصدق البأس (1) وإعطاء السائل، والمكافاة على الصنائع، وأداء الامانة، وصلة الرحم، والتودد إلى الجار والصاحب، وقري الضيف، ورأسهن الحياء.
المصادر
أمالي الطوسي 1: 308، وأورد نحوه في الحديث 4 من الباب 4 من أبواب جهاد النفس.
وفي كتاب (معاني الاخبار) أيضاً: عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عبد الرحمن بن العباس، عن صباح بن خاقان، عن عمرو بن عثمان التميمي قال: خرج أمير المؤمنين (عليه السلام) على أصحابه وهم يتذاكرون المروءة، فقال: أين أنتم من كتاب الله، قالوا: يا أمير المؤمنين، في أي موضع؟ فقال في قوله: (ان الله يأمر بالعدل والاحسان) (1) فالعدل الانصاف، والاحسان التفضل.
وعن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن أيمن بن محرز، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان الحسن بن علي (عليه السلام) عند معاوية فقال له: أخبرني عن المروءة؟ فقال: حفظ الرجل دينه، وقيامه في اصلاح ضيعته، وحسن منازعته، وإفشاء السلام، ولين الكلام، والكف والتحبب إلى الناس.
وبالإسناد عن أحمد بن محمد، عن بعض اصحابنا، رفعه إلى سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة، عن الحارث الاعور قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) للحسن ابنه: يا بني ما المروءة؟ قال: العفاف وإصلاح المال.
وبالإسناد عن أحمد بن محمد، عن علي بن حفص، عن رجل (1) قال: سئل الحسن (عليه السلام) عن المروءة؟ فقال: العفاف في الدين، وحسن التقدير في المعيشة، والصبر على النائبة.
المصادر
معاني الاخبار: 258 | 5.
الهوامش
1- في المصدر زيادة: من الكوفيين من أصحابنا يقال له: إبراهيم.
وعنه، عن إسماعيل بن مهران، عن صالح بن سعيد، عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): المروءة استصلاح المال.
وعنه، عن الهيثم بن عبد الله النهدي، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المروءة مروءتان: مروءة في السفر، ومروءة في الحضر، فأما مروءة الحضر، فتلاوة القرآن، وحضور المساجد، وصحبة أهل الخير، والنضر في الفقه، وأما مروءة السفر، فبذل الزاد، والمزاح في غير ما يسخط الله عز وجل، وقلة الخلاف على من صحبك، وترك الرواية عليهم إذا أنت فارقتهم.
وعن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمي، رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: ما المروءة؟ فقلنا: لا نعلم، فقال: المروءة أن يضع الرجل خوانه بفناء داره، والمروءة مروءتان، وذكر نحو الحديث الذي تقدم.
وفي (عيون الاخبار) بأسانيد تقدمت في إسباغ الوضوء (1) عن الرضا، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ستة من المروءة، ثلاثة منها في الحضر، وثلاثة منها في السفر، فأما التي في الحضر، فتلاوة كتاب الله، وعمارة مساجد الله واتخاذ الاخوان في الله، وأما التي في السفر فبذل الزاد، وحسن الخلق، والمزاح في غير المعاصي. وفي (الخصال) بالإسناد مثله (2).
وعن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لمحمد بن الحنفية: واعلم أن مروءة المرء المسلم مروءتان: مروءة في حضر، ومروءة في سفر، فأما مروءة الحضر، فقراءة القرآن، ومجالسة العلماء، والنظر في الفقه والمحافظة على الصلوات في الجماعات، وأما مروءة السفر، فبذل الزاد، وقلة الخلاف على من صحبك، وكثرة ذكر الله في كل مصعد ومهبط ونزول وقيام وقعود.
أحمد بن أبي عبد الله البرقي في (المحاسن) عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن حفص بن غياث (1) قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ليس من المروءة أن يحدث الرجل بما يلقى في سفره من خير أو شر.
المصادر
المحاسن: 358 | 70، وأورده في الحديث 6 من الباب 2 من أبواب أحكام العشرة.